561
اسباب اختلاف الحديث

3 . وما ورد في تفسير حديث : «لَعَنَ رسول اللّه صلى الله عليه و آله النامصةَ والمنتمصة، والواشرةَ والمستوشرة ، والواصلةَ والمستوصلةَ ، والواشمةَ والمستوشمة» ۱ ؛ وفي مقابله ما روي عن الإمام الباقر عليه السلام : «ليس هناك، إنّما لعَن رسول اللّه صلى الله عليه و آله الواصلةَ الّتي تزني في شبابها ، فلما كبرت قادت النساء إلى الرجال، فتلك الواصلة والموصولة» ۲ ، وهناك روايات تشهد على إضافية الحصر والنفي . ۳
4 ـ 7 . ما ورد في النهي عن عمل الصرف ، وذمّ الصيارفة، واللعن لمن احترفها ، ۴ وكذا ما ورد في ذمّ الحياكة، ۵ وذمّ اتّخاذ الكلب في الدار . ۶
تذييل : بعد التفطّن لهذا السبب ، وبعد إنهاء كتابة الكتاب ، قرأت كلاما يتعلّق به، حكاه الفقيه المفسِّر أبو الحسن العامِلي عن بعض مشايخه ، فوددت نقله؛ تشييدا لمبحثنا، وأداء لحقّ تقدّمه ، فإنّه قدس سرهنقل :
ما رواه الحسن بن سليمان بإسناده عن نصر بن قابوس، قال: سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن قول اللّه عز و جل : « وَ ظِـلٍّ مَّمْدُودٍ * وَ مَآءٍ مَّسْكُوبٍ * وَ فَـكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لاَّ مَقْطُوعَةٍ وَ لاَ مَمْنُوعَةٍ»۷ ، قال: يا نصر ، إنّه واللّه ليس حيث ذهب الناس، إنّما هو العالم وما يخرج منه . وسألته عن قول

1.راجع له ولتفسيره معاني الأخبار : ص۲۵۰ ح۱ ، وسائل الشيعة: ج۱۷ ص۱۳۳ ح۲۲۱۷۹ .

2.الكافي : ج۵ ص۱۱۹ ح۳ ، وسائل الشيعة: ج۱۷ ص۱۳۲ ح۲۲۱۷۵ .

3.راجع الكافي : ج۵ ص۱۱۹ ح۲ و تهذيب الأحكام : ج۶ ص۳۵۹ ح۱۰۳۰ ، كتاب من لايحضره الفقيه : ج۳ ص۹۸ ح۳۷۸ ، و ج۲۰ ص۱۸۸ ح۲۵۳۸۹ مرسلة مكارم الأخلاق : ج۱ ص۱۹۴ عن عمّار الساباطي ، وسائل الشيعة: ج۱۷ ص۱۳۱ ح۲۲۱۷۴ عن ابن أبي عمير و ص۱۳۲ ح۲۲۱۷۶ عن عليّ (بن جعفر عليهماالسلام) و ص۱۳۲ ح۲۲۱۷۷ عن عبد اللّه بن الحسن (عن جدّه عليّ بن جعفر عليهماالسلام) و ص۱۳۳ ح۲۲۱۷۸ .

4.راجع الكافي : ج۵ ص۱۱۳ ح۲ و ص۱۱۴ ح۴ وح۵ و ج۸ ص۷۷ ح۳۱ ، ووسائل الشيعة: ج۱۷ ص۱۳۹ ح۲۲۱۹۲ و ص۱۳۵ ح۲۲۱۸۶ ـ ۲۲۱۸۹ .

5.راجع الكافي : ج۵ ص۱۱۵ ح۶ ، و ج۲ ص۳۴۰ ح۱۰ ، و وسائل الشيعة: ج۱۷ ص۱۴۰ ح۲۲۱۹۴ و ۲۲۱۹۳ ، وقد تقدّم في البحث عن الاشتراك المعنوي .

6.راجع معاني الأخبار : ص۱۸۱ ، وسائل الشيعة: ج۱۱ ص۵۳۰ ح۱۵۴۵۷ ـ ۱۵۴۶۳ .

7.الواقعة : ۳۰ ـ ۳۳ .


اسباب اختلاف الحديث
560

فتحقّق أنّ هناك حقيقتين :
الاُولى : أنَّ اللّه تعالى جعل العبدَ المؤمن المُطيعَ محبوبا عنده وعند أوليائه وعند المؤمنين وفي عقول الناس وقلوبهم .
الثانية : أنّه تعالى جعل الشرّ وأهله محبوبين عند النفس الأمّارة بالسوء، المستهترة بميولها ، وجعل الخير وأهله مبغوضين عندها .
فالسائل في الحديث الأوّل سأل الإمام عليه السلام عن الحقيقة الاُولى ، وتوهَّم أنَّ محبّة الخير وأهله مغروسة في ضمير جميع الناس بدلالةِ الآية 96 من سورة مريم وبعضِ الأحاديث ، فنفى الإمامُ عليه السلام زعمَه الخاطئ ، فقوله عليه السلام : «ليس كما يقولون» من النفي والحصر الإضافيّين .

الإشارة إلى أمثلة اُخرى

1 . ما ورد في تفسير الآية : « الشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ »۱ ممّا يفسِّرها تارة ۲ بأنّ الشعراء هم المقصودون بها بظهرها وتنزيلها واُخرى بما ينفيه وأنّ المقصود بهم القصّاصون أو الفقهاء الفاسقون ، معبِّرا عن ذلك بأنّه : «هل رأيت شاعرا يتّبعه أحد؟! إنّما هم قوم تفقّهوا لغير الدين فضلّوا وأضلّوا» ۳ .
2 . وما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام في صفة القرآن وأنّه «ما للقلب جلاء غيره» ۴ ؛ مع دلالة النصوص الاُخرى على كون كثير من الاُمور من «جلاء القلب»، منها : «تقوى اللّه » ، و«الذكر» ، و «الحديث» ، و «المواعظ» ۵ ، بل ورد ذلك في بعض الأطعمة «السفرجل ۶ » و «التلبين» ، و «الكمّثرى» ، و «العسل» .

1.الشعراء : ۲۲۴ .

2.راجع المستدرك على الصحيحين: ج۳ ص۴۸۸ ح۶۰۶۴ و الدرّ المنثور: ج۶ ص۳۳۴ .

3.معاني الأخبار : ص۳۸۵ ح۱۹ ، و راجع تفسير القمّي : ج۲ ص۱۲۵ و وسائل الشيعة : ج۲۷ ص۱۳۲ ح۳۳۴۰۴ .

4.نهج البلاغة: الخطبة ۱۷۶ .

5.راجع نهج البلاغة: الخطبة ۱۹۸ و ۲۲۲ ، الكافي: ج۱ ص۴۱ ح۸ ، غرر الحكم : ح۱۳۵۴ .

6.راجع الكافي: ج۶ ص۳۲۰ ح۲ و ص۳۵۸ ح۱ ، المحاسن : ج۲ ص۳۶۴ ح۲۲۶۹ ـ ۲۲۷۱ ، مستدرك الوسائل: ج۱۶ ص۳۶۷ ح۲۰۲۰۲ ، بحار الأنوار: ج۶۶ ص۱۶۹ ح۷ ـ ۹ .

تعداد بازدید : 192637
صفحه از 728
پرینت  ارسال به