أعمّ منها فلأجل ذلك اعتبرناها سببا مستقلاًّ . وإليك بعض أمثلته :
المثال الأوّل : إمامة الإمام العسكري عليه السلام أو أخيه
۶۴.۱. محمّد بن يعقوب بإسناده إلى عليّ بن عمرو العطّار، قال :دخلت على أبي الحسن العسكري عليه السلام ، وأبو جعفر ابنه في الأحياء ، وأنا أظنّ أنّه هو ، فقلت له : جعلت فداك من أخصّ من ولدك؟ فقال : لاتخصّوا أحدا حتّى يخرج إليكم أمري . قال : فكتبت إليه بعد : فيمن يكون هذا الأمر؟ قال : فكتب إليّ : في الكبير من ولدي . قال : وكان أبو محمّد أكبر من أبي جعفر. ۱
۶۵.۲. الكليني أيضا والمفيد بإسنادهما إلى شاهويه بن عبد اللّه الجلاّب، قال :كتب إليّ أبو الحسن في كتاب : أردت أن تسأل عن الخلف بعد أبي جعفر، وقلقت لذلك ، فلا تغتمّ؛ فإن اللّه عز و جل « لِيُضِلَّ قَوْمَا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ » وصاحبك بعدي أبو محمّد ابني ، وعنده ما تحتاجون إليه». ۲
مورد الاختلاف :
ذيل الحديث الأوّل يدلّ على أنّ مولانا الإمام أبا محمّد العسكري عليه السلام أكبر من أخيه أبي جعفر محمّد ابن الإمام الهادي عليهماالسلام . مع أنّ الحديث الثاني ـ ككثير من الأحاديث المجمع عليها ـ يدلّ على العكس من ذلك ، وهو الحقّ.
بيان ذلك : أنّ دلالة الحديث الأوّل على أنّ الإمام ـ أبا محمّد الحسن العسكري عليه السلام أكبر من أخيه أبي جعفر محمّد بن علي عليهماالسلامعلى نحو النصّ، وإن كان مخالفا للواقع المجمع عليه. وأمّا دلالة الحديث الثاني على كون أبي جعفر السيّد محمّد عليه السلام أكبر من أخيه وخلفه الإمام العسكري عليه السلام ، فهي بالملازمة الشرعيّة بين أكبرية وصي الإمام من سائر إخوته بشرط