95
اسباب اختلاف الحديث

أعمّ منها فلأجل ذلك اعتبرناها سببا مستقلاًّ . وإليك بعض أمثلته :

المثال الأوّل : إمامة الإمام العسكري عليه السلام أو أخيه

۶۴.۱. محمّد بن يعقوب بإسناده إلى عليّ بن عمرو العطّار، قال :دخلت على أبي الحسن العسكري عليه السلام ، وأبو جعفر ابنه في الأحياء ، وأنا أظنّ أنّه هو ، فقلت له : جعلت فداك من أخصّ من ولدك؟ فقال : لاتخصّوا أحدا حتّى يخرج إليكم أمري . قال : فكتبت إليه بعد : فيمن يكون هذا الأمر؟ قال : فكتب إليّ : في الكبير من ولدي . قال : وكان أبو محمّد أكبر من أبي جعفر. ۱

۶۵.۲. الكليني أيضا والمفيد بإسنادهما إلى شاهويه بن عبد اللّه الجلاّب، قال :كتب إليّ أبو الحسن في كتاب : أردت أن تسأل عن الخلف بعد أبي جعفر، وقلقت لذلك ، فلا تغتمّ؛ فإن اللّه عز و جل « لِيُضِلَّ قَوْمَا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ » وصاحبك بعدي أبو محمّد ابني ، وعنده ما تحتاجون إليه». ۲

مورد الاختلاف :

ذيل الحديث الأوّل يدلّ على أنّ مولانا الإمام أبا محمّد العسكري عليه السلام أكبر من أخيه أبي جعفر محمّد ابن الإمام الهادي عليهماالسلام . مع أنّ الحديث الثاني ـ ككثير من الأحاديث المجمع عليها ـ يدلّ على العكس من ذلك ، وهو الحقّ.
بيان ذلك : أنّ دلالة الحديث الأوّل على أنّ الإمام ـ أبا محمّد الحسن العسكري عليه السلام أكبر من أخيه أبي جعفر محمّد بن علي عليهماالسلامعلى نحو النصّ، وإن كان مخالفا للواقع المجمع عليه. وأمّا دلالة الحديث الثاني على كون أبي جعفر السيّد محمّد عليه السلام أكبر من أخيه وخلفه الإمام العسكري عليه السلام ، فهي بالملازمة الشرعيّة بين أكبرية وصي الإمام من سائر إخوته بشرط

1.الكافي: ج۱ ص۳۲۶ ح۷.

2.الكافي: ج۱ ص۳۲۸ ح۱۲ ، الإرشاد: ص۳۳۷ وفيه : «فلا تقلق » بدل «فلا تغتمّ » وبزيادة «بعدي » بعد «صاحبك ».


اسباب اختلاف الحديث
94

السبب السابع : الزيادة

قد يقع الاختلاف بين الروايتين ـ اللتين يستفاد من الشواهد اتّحادهما ـ بالزيادة والنقصان ، في المتن أو السند ، غير أنّ الثاني خارج عن موضوع بحثنا الذي يختصّ بالمتن .
فالزيادة إن كانت فيرواية الثقة ولم توجب التنافيَ بين مدلولي الروايتين ، فهي مقبولة بناء على أصالة عدم الزيادة وحجيّة رواية الثقة ، فيحمل جانب النقيصة على نوع من التقطيع ونحوه. وأمّا إذا أوجبت التنافيَ بينهما فليُفحص عن الشواهد والقرائن المبيّنة لحقيقة حالهما. فقد يتبيّن أنّ الزائد هو من زيادة الراوي ، كما قد ينكشف حصول النقيص بسبب التقطيع أو التلخيص المخلَّين أو غيرهما .
فإن لم يتبيّن حالهما من خلال التتبّع والفحص ، عوملتا معاملةَ المتعارضين؛ من الجمع والتوفيق أو التأويل ـ إن كان التنافيصوريّا أو بدئيّاً ـ أو ترجيح أحدهما بالمرجّحات المبحوث عنها في الاُصول .
تنبيه : مناشئ الزيادة عديدة ، منها : زيغ البصر في الاستنساخ، أو تلقين من المخاطب، أو تلقين من الشيطان ـ بحديث نفس ووسواس صدر للراوي عند إملائه عن حفظ ـ ، أو تخليط، أو وضع، أو سهو وغفلة، أو إضافة شيء للعبارة بقصد إصلاحها؛ لتصوّر نقص أو غلط، أو إضافة شرح لها، مع عدم نصب قرينة أو ضياعها ، أو غير ذلك.
ثمّ إنّ الزيادة في المتن على أقسام ـ ولبعضها اسم خاصّ في مصطلح الحديث ودور هامّ في تسبيب الاختلاف ، وهو : الإدراج وشرح الراوي .
وإنّا وإن عقدنا لبعض وجوه الزيادة مبحثا لأهمّيته وكثرة وقوعه ، إلاّ أنّ مناشئ الزيادة

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 191025
صفحه از 728
پرینت  ارسال به