11
نبي الرحمة من منظار القران و أهل البيت

كما تدلّ القرائن الكثيرة على أنّ بعض الأنبياء بشّروا بمجيء النبيّ الخاتم .
وعلى أيّ حال ، فمن وجهة نظر القرآن أنّ مواصفات الرسول صلى الله عليه و آله قد ذُكرت بشكل واضح في الكتب السماوية ، بحيث أنّ أهل الكتاب كانوا يعرفونه كما يعرفون أبناءهم :
« الَّذِينَ ءَاتَيْنَـهُمُ الْكِتَـبَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَآءَهُمْ وَ إِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَ هُمْ يَعْلَمُونَ » . ۱
وممّا يجدر ذكره أنّه لو كان هناك أيّ شكّ في ادّعاء القرآن القاضي ببشارة الكتب السماوية بنبوّة رسول اللّه صلى الله عليه و آله والمعرفة الكاملة لأهل الكتاب له في عهد نزول القرآن ، لطرحه أعداء الإسلام معارضة لهذا الدين . وبناءً على ذلك فإنّ عدم تسجيل معارضة واضحة وموثقة لهذا الادّعاء الصريح ـ رغم وجود الدافع الأكيد لها ـ هو دليل واضح على صحّة هذا الادّعاء ، وبالإضافة إلى ذلك فإنّ هناك في التوراة والإنجيل الحاليين ورغم كلّ التحريفات فيها ، فقرات يمكن تطبيقها على خاتم الأنبياء صلى الله عليه و آله . ۲

1 / 3 ـ شهادة من عنده علم الكتاب

يتمثّل البرهان الثالث للقرآن على رسالة خاتم الأنبياء في شهادة الشخص الّذي تعتبر شهادته كشهادة اللّه تعالى ، كافية لإثبات صدق رسول اللّه صلى الله عليه و آله في محكمة العقل والضمير ، وقد قدّم القرآن مثل هذا الشخص بعنوانين : أحدهما «مَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَـبِ» :
«وَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدَا بَيْنِى وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَـبِ » . ۳
والعنوان الآخر : «شاهد منه» :
« أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَ مِن قَبْلِهِ كِتَـبُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً » . ۴

1.البقرة : ۱۴۶ .

2.راجع : ص ۳۱ ـ ۳۴ الهامش .

3.الرعد : ۴۳ .

4.هود : ۱۷؛ راجع: موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام : ج۴ ص۳۶۰(شاهد منه) وص۳۶۳(الّذي عنده علم الكتاب).


نبي الرحمة من منظار القران و أهل البيت
10

1 / 1 ـ شهادة اللّه

استند القرآن الكريم في ستّ آيات لإثبات نبوّة محمّد صلى الله عليه و آله وصدقه في دعوى النبوّة ، إلى شهادة اللّه تعالى ، فهو يعلن في آيتين في معرض استدلاله بشهادة اللّه على نبوّته صلى الله عليه و آله ، أنّ شهادة اللّه تكفي لإثبات رسالته ۱ ، ويأمر ـ بالإضافة إلى ذلك ـ النبيّ في أربع آيات بأن يستند إلى هذا البرهان الدالّ على نبوّته . ۲
وسوف نذكر كيفية شهادة اللّه عز و جل على نبوّته صلى الله عليه و آله في نصّ هذا المقال . ۳ وبشكل إجمالي فإنّ اللّه ـ سبحانه ـ أيّد نبوّة رسوله صلى الله عليه و آله قولاً وعملاً بالطرق الممكنة .

1 / 2 ـ بشارة الأنبياء السابقين به

الدليل الثاني للقرآن على نبوّة خاتم الأنبياء صلى الله عليه و آله أنّ موسى عليه السلام وعيسى عليه السلام بشّرا ببعثته في التوراة والإنجيل ، بل إنّ جميع الكتب السماوية بشّرت ببعثة رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «وَ إِنَّهُ لَفِى زُبُرِ الْأَوَّلِينَ » . ۴
ونُقل عن الإمام عليّ عليه السلام في رواية تصف بعثة رسول اللّه صلى الله عليه و آله :
«...إلى أن بَعَثَ اللّهُ مُحَمَّداً رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله لاِءنجازِ عِدَتِهِ وإتمامِ نُبُوَّتِهِ مَأخوذاً عَلَى النَّبِيِّينَ ميثاقُهُ مَشهورَةً سِماتُهُ» . ۵
وجاء في رواية اُخرى عن أميرالمؤمنين عليه السلام وابن عبّاس ، وقتادة حول تبيين هذا الميثاق :
«إنَّ اللّهَ أخَذَ الميثاقَ عَلَى الأنبِياءِ قَبلَ نَبِيِّنا أن يُخبِروا اُمَمَهُم بِمَبعَثِهِ ونَعتِهِ ويُبَشِّروهُم بِهِ ويَأمُروهُم بِتَصديقِهِ» . ۶

1.النساء : ۱۶۶ ، الفتح : ۲۸ .

2.الإسراء : ۹۶ ، العنكبوت : ۵۲ ، الأحقاف : ۸ ، الأنعام : ۱۹ .

3.راجع : ص ۲۱ (دراسة في شهادة اللّه على نبوّة محمّد صلى الله عليه و آله ) .

4.الشعراء : ۱۹۶ .

5.نهج البلاغة : الخطبة ۱ .

6.راجع : ص ۲۳ ح ۳ .

  • نام منبع :
    نبي الرحمة من منظار القران و أهل البيت
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 21068
صفحه از 176
پرینت  ارسال به