111
نبي الرحمة من منظار القران و أهل البيت

وكتب له كتابا بولايته:وَولّى صلى الله عليه و آله عَتّابَ بنَ أسيدٍ وعُمُرُهُ إحدى وعِشرونَ سَنَةً أمرَ مَكَّةَ وأمَرَهُ صلى الله عليه و آله أن يُصَلِّيَ بِالنّاسِ وهُوَ أوَّلُ أميرٍ صَلّى بِمَكَّةَ بَعدَ الفَتحِ جَماعَةً . 1
ثمّ التفت صلى الله عليه و آله لعتّاب مُبيّنا له خطورة هذه المسؤولية قائلاً:
يا عَتّابُ ، تَدري عَلى مَنِ استَعمَلتُكَ؟! اِستَعمَلتُكَ عَلى أهلِ اللّهِ عز و جل ، ولَو أعلَمُ لَهُم خَيرا مِنكَ استَعمَلتُهُ عَلَيهِم . 2
وكان من الطبيعي أن يثير مثل هذا القرار حفيظة وجهاء مكّة وكبرائها ، فكتب النّبي صلى الله عليه و آله كتابا طويلاً توقّيا لاعتراضهم جاء في آخره:
ولا يَحتَجَّ مُحتَجٌّ مِنكُم في مُخالَفَتِهِ بِصِغَرِ سِنِّهِ فَلَيسَ الأَكبَرُ هُوَ الأَفضَلَ ، بَلِ الأَفضَلُ هُوَ الأَكبَرُ . 3
هذا وقد بقي عتّاب بن أسيد واليا على مكّة إلى آخر حياة النّبي صلى الله عليه و آله ، وكان حَسنِ التدبير والولاية.

قائدُ حَربِ الرُّومِ ، شابٌّ في الثامنة عشرَةَ

۱۶۷.استنفر النّبيّ صلى الله عليه و آله في أواخر حياته لقتال دولة الروم العظمى، فانخرط في جيش المسلمين كبار قوّاد جيشه صلى الله عليه و آله ووجوه المهاجرين والأنصار.
وكان من البديهي أن يولّي أمر هذا الجيش أكثر قوّاده كفاءة. فأمّر عليه اُسامة بن زيد بعد أن دعاه ، وكان له من العمر آنذاك ثمانية عشرة عاما. ۴ يقع هذا القرار محلاًّ لاعتراض وجوه الصحابة سيما في تلك الظروف السياسية

1.السيرة الحلبية : ج ۳ ص ۱۰۴ .

2.اُسد الغابة : ج ۳ ص ۵۴۹ الرقم ۳۵۳۸ .

3.بحار الأنوار : ج ۲۱ ص ۱۲۳ ح ۲۰ .

4.الطبقات الكبرى : ج ۴ ص ۶۶ .


نبي الرحمة من منظار القران و أهل البيت
110

فَقالَ رَسولُ اللّهِ لِمُصعَبِ بنِ عُمَيرٍ ، وكانَ فَتىً حَدَثاً ... وأمَرَهُ رَسولُ اللّهِ بِالخُروجِ مَعَ أسعَدَ ، وقَد كانَ تَعَلَّمَ مِنَ القُرآنِ كَثيرا . ۱
فانطلق هذا الفتى المُفعَم بروح الإيمان والفتوّة ، وقام بالمهمّة مع تدبير وكياسة على أحسن وجه . ولم يلبث طويلاً حتّى استجاب أهل المدينة لدعوته على اختلاف شرائحهم سيما فتيانهم وشبابهم، فأسلموا وصلّى بهم مصعب صلاة الجمعة، وهي أول صلاة جمعة تقام في المدينة ؛ و :
إنَّهُ أوَّلُ مَن جَمَّعَ الجُمُعَةَ بِالمَدينَةِ وأسلَمَ عَلى يَدِهِ أسيدُ بن حضيرٍ وسَعدُ بنُ مُعاذٍ ، وكَفى بذلكَ فَخراً وأثَراً فِي الإِسلامِ . ۲

۱۶۵.بحار الأنوار :كانَ مُصعَبٌ نازِلاً عَلى أسعَدَ بنِ زُرارَةَ ، وكانَ يَخرُجُ في كُلِّ يَومٍ فَيَطوفُ عَلى مَجالِسِ الخَزرَجِ يَدعوهُم إلَى الإسلامِ فَيُجيبُهُ الأحداثُ . ۳

أوّلُ والٍ لِمكَّةَ شابٌّ في الحادية وَالعشرينَ

166.ما إن فرغ النّبي صلى الله عليه و آله من فتح مكّة حتّى بانت في الأُفق بوادر معركة حنين بعد فترة وجيزة من ذلك، فما كان من النّبي صلى الله عليه و آله إلاّ أن قام بتجهيز جيشه وإشخاصه إلى خارج مكّة استعدادا للمواجهة. وكان من اللازم أيضا من جهة أُخرى أن يستخلف على مكّة التي استخلصها توّا من أيدي المشركين شخصا كفوءا مدّبرا لشؤونها ، سيما وأنّها تمثّل آنذاك ثقل الجزيرة العربية ومحط أنظار القبائل والناس كافّة. هذا بالإضافة إلى أنّ مثل هذا الاستخلاف أن يأخذ على أيدي المشركين ويحول دون أيّ محاولة عبث بأمن مكّة واستقرارها. وقد اختار النّبي صلى الله عليه و آله لهذا الأمر الخطير من بين أصحابه شابا في الحادية والعشرين من عمره اسمه عتّاب بن أسيد فقلّده ذلك ،

1.بحار الأنوار : ج ۱۹ ص ۱۰ .

2.اُسد الغابة : ج ۵ ص ۱۷۶ الرقم ۴۹۳۶ .

3.بحار الأنوار : ج ۱۹ ص ۱۰ .

  • نام منبع :
    نبي الرحمة من منظار القران و أهل البيت
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 21070
صفحه از 176
پرینت  ارسال به