121
نبي الرحمة من منظار القران و أهل البيت

مِنِّي صالِحَ ما أعطَيتَني أبَدا ، اللَّهُمَّ ولا تَكِلني إلى نَفسي طَرفَةَ عَينٍ أبَدا ... » .
قالَ : فَانصَرَفَت أُمُّ سَلَمَةَ تَبكي حَتَّى انصَرَفَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله لِبُكائِها ، فَقالَ لَها : ما يُبكيكِ يا أُمَّ سَلَمَةَ ؟ فَقالَت : بِأبي أنتَ وَأُمّي يا رَسولَ اللّهِ ، ولِمَ لا أبكي وأنتَ بِالمَكانِ الَّذي أنتَ بِهِ مِنَ اللّهِ ، قَد غَفَرَ اللّهُ لَكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وما تَأخَّرَ ... ؟ ! فَقالَ : يا أُمَّ سَلَمَةَ، وما يُؤمِنُني ؟ وإنَّما وَكَلَ اللّهُ يونُسَ بنَ مَتَّى إلى نَفسِهِ طَرفَةَ عَينٍ فَكانَ مِنهُ ما كانَ . ۱

۱۹۶.الأمالي للطوسي عن بكر بن عبداللّه :إنَّ عُمَرَ بنَ الخطَّابِ دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله وهُوَ مَوقوذٌ ـ أو قالَ : مَحمومٌ ـ فَقالَ لَهُ عُمَرُ : يا رَسولَ اللّهِ ، ما أشَدَّ وَعكَكَ ؟ فَقالَ : ما مَنَعَني ذلِكَ أن قَرَأتُ اللَّيلَةَ ثَلاثينَ سُورَةً فيهِنَّ السَّبعُ الطِّوالُ ، فَقالَ عُمَرُ : يا رَسولَ اللّهِ ، غَفَرَ اللّهُ لَكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وما تَأخَّرَ وأنتَ تَجهَدُ هذا الاجتِهادَ ؟ فَقالَ : يا عُمَرُ ، أفَلا أكونُ عَبدا شَكورا ؟ ! ۲

۱۹۷.المناقب لابن شهرآشوب عن طاووس الفقيه :رَأيتُ فِي الحِجرِ زَينَ العابِدينَ عليه السلام يُصَلِّي ويَدعو : عُبَيدُكَ بِبابِكَ ، أسيرُكَ بِفِنائِكَ ، مِسكينُكَ بِفِنائِكَ ، سائِلُكَ بِفِنائِكَ ، يَشكو إلَيكَ ما لا يَخفى عَلَيكَ . وفي خَبرٍ : لا تَرُدَّني عَن بابِكَ .
وأتَت فاطِمَةُ بِنتُ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام إلى جابِرِ بنِ عَبدِاللّهِ ، فَقالَت لَهُ : يا صاحِبَ رَسولِ اللّهِ ، إنَّ لَنا عَلَيكُم حُقوقا ، ومِن حَقِّنا عَلَيكُم أن إذا رَأيتُم أحَدَنا يُهلِكُ نَفسَهُ اجتِهادا أن تُذَكِّروهُ اللّهَ ، وتَدعوهُ إلَى البُقيا عَلى نَفسِهِ ، وهذا عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ بَقيَّةُ أبيهِ الحُسَينِ ، قَدِ انخَرَمَ أنفُهُ ، ونَقِبَت جَبهَتُهُ ورُكبَتاهُ وراحَتاهُ ، أذابَ نَفسَهُ فِي العِبادَةِ !

1.تفسير القمّي : ج ۲ ص ۷۵ عن عبداللّه بن سيّار ، بحار الأنوار : ج ۱۶ ص ۲۱۷ ح ۶ ، وراجع ج ۱۴ ص ۳۸۴ـ۳۸۷ .

2.الأمالي للطوسي : ص ۴۰۳ ح ۹۰۳ ، بحار الأنوار : ج ۱۶ ص ۲۲۲ ح ۲۰ .


نبي الرحمة من منظار القران و أهل البيت
120

5 / 5

خَصائِصُهُ العِباديَّةُ

أ ـ كَثرَةُ العِبادَةِ

الكتاب

(طـه * مَآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْءَانَ لِتَشْقَى) . ۱

الحديث

۱۹۳.الإمام عليّ عليه السلام :لَمَّا نَزَلَ عَلى النَّبيِّ صلى الله عليه و آله «يَـأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ الَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً»۲ قامَ اللَّيلَ كُلَّهُ حَتَّى تَوَرَّمَت قَدَماهُ ، فَجَعَلَ يَرفَعُ رِجلاً ويَضَعُ رِجلاً ، فَهَبَطَ عَلَيهِ جِبريلُ فَقالَ : «طـه» يَعني [طأ] ۳ الأرضَ بِقَدَمَيكَ يا مُحَمَّدُ «مَآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْءَانَ لِتَشْقَى» ، وَأنزَلَ «فَاقْرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْءَانِ»۴ . ۵

۱۹۴.الإمام الباقر عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله عِندَ عائِشَةَ لَيلَتَها ، فَقالَت : يا رَسولَ اللّهِ، لِمَ تُتعِبُ نَفسَكَ وقَد غَفَرَ اللّهُ لَكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وما تَأخَّرَ ؟ فَقالَ : يا عائِشَةُ، ألا أكونُ عَبدا شَكورا ؟! ۶

۱۹۵.الإمام الصّادق عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله في بَيتِ أُمِّ سَلَمَةَ في لَيلَتِها ، فَفَقَدَتهُ مِنَ الفِراشِ ، فَدَخَلَها في ذلِكَ ما يَدخُلُ النِّساءَ ، فَقامَت تَطلُبُهُ في جَوانِبِ البَيتِ حَتَّى انتَهَت إلَيهِ وهُو في جانِبٍ مِنَ البَيتِ قائِمٌ رافِعٌ يَدَيهِ يَبكي ، وهُوَ يَقولُ : «اللَّهُمَّ لا تَنزِع

1.طه : ۱ و ۲ .

2.المزَّمِّل : ۱ و ۲ .

3.ما بين المعقوفين أثبتناه من المناقب لابن شهر آشوب .

4.المزَّمِّل : ۲۰ .

5.الميزان في تفسير القرآن : ج ۱۴ ص ۱۲۶ نقلاً عن الدرّ المنثور عن ابن مردويه .

6.الكافي : ج ۲ ص ۹۵ ح ۶ عن أبي بصير ، مشكاة الأنوار : ص ۷۵ ح ۱۴۷ ، بحار الأنوار : ج ۷۱ ص ۲۴ ح ۳ .

  • نام منبع :
    نبي الرحمة من منظار القران و أهل البيت
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 21089
صفحه از 176
پرینت  ارسال به