139
نبي الرحمة من منظار القران و أهل البيت

فَقُلتُ أنا : لا إلهَ إلاَّ اللّهُ ، إنِّي أوَّلُ مُؤمنٍ بِكَ يا رَسولَ اللّهِ ، وأوَّلُ مَن أقرَّ بِأنَّ الشَّجَرَةَ فَعَلَت ما فَعَلَت بِأمرِ اللّهِ تَعالى تَصديقا بِنُبُوَّتِكَ ، وإجلالاً لِكَلِمَتِكَ ، فَقالَ القَومُ كُلُّهُم : بَل ساحِرٌ كَذَّابٌ ، عَجيبُ السِّحرِ خَفيفٌ فيهِ ، وهَل يُصَدِّقُكَ في أمرِكَ إلاَّ مِثلُ هذا؟ !
(يَعنونَني) وإنِّي لَمِن قَومٍ لا تَأخُذُهُم فِي اللّهِ لَومَةُ لائِمٍ ، سيماهُم سيما الصِّدِّيقينَ ، وكلامُهُم كَلامُ الأبرارِ ، عُمَّارُ اللَّيلِ ومَنارُ النَّهارِ ، مُتَمَسِّكونَ بِحَبلِ القُرآنِ ، يُحيونَ سُنَنَ اللّهِ وسُنَنَ رَسولِهِ ؛ لا يَستَكبِرونَ ولا يَعلُونَ ، ولا يَغُلّونَ ولا يُفسِدونَ ، قُلوبُهُم فِي الجِنانِ ، وأجسادُهُم فِي العَمَلِ . ۱

۲۵۴.عنه عليه السلام :كُنتُ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله صَبيحَةَ اللَّيلَةِ الَّتي أُسرِيَ بِهِ فيها وهُوَ بِالحِجرِ يُصَلِّي ، فَلَمَّا قَضى صَلاتَهُ وقَضَيتُ صَلاتي سَمِعتُ رَنَّةً شَديدَةً ، فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، ما هذِهِ الرَّنَّةُ ؟ قالَ : ألا تَعلَمُ؟! هذِهِ رَنَّةُ الشَّيطانِ ، عَلِمَ أ نِّي أُسرِيَ بيَ اللَّيلةَ إلَى السَّماءِ ، فَأيِسَ مِن أن يُعبَدَ في هذِهِ الأرضِ . ۲

۲۵۵.عنه عليه السلام :كُنتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله بِمَكَّةَ فَخَرَجنا في بَعضِ نَواحيها ، فَمَا استَقبَلَهُ جَبَلٌ ولا شَجَرٌ إلاَّ وهُوَ يَقولُ : السَّلامُ عَلَيكَ يا رَسولَ اللّهِ . ۳

۲۵۶.عنه عليه السلام :لَقَد رأيتُني أدخُلُ مَعَ [رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ] الوادِيَجج فَلا يَمُرُّ بِحَجَرٍ ولا شَجَرٍ إلاَّ

1.نهج البلاغة : الخطبة ۱۹۲ ، بحار الأنوار : ج ۱۸ ص ۲۷۱ ح ۳۸ .

2.شرح نهج البلاغة : ج ۱۳ ص ۲۰۹ . قال ابن أبي الحديد في ذيل الحديث : وقد روي عن النبيّ صلى الله عليه و آله مايشابه هذا ، لمّا بايعه الأنصار السبعون ليلة العَقَبة ، سُمع من العقبة صوت عالٍ في جوف الليل : يا أهل مكّة ، هذا مُذمَّم والصُّباة معه قد أجمعوا على حربكم ! فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله للأنصار : ألا تسمعون ما يقول ؟! هذا أزبُّ العقبة ـ يعني شيطانها ـ (شرح نهج البلاغة : ج ۱۳ ص ۲۰۹) . قال : وأ مّا أمر الشجرة التي دعاها رسول اللّه صلى الله عليه و آله فالحديث الوارد فيها كثير مستفيض ، قد ذكره المحدّثون في كتبهم ، وذكره المتكلّمون في معجزات الرسول صلى الله عليه و آله . والأكثرون رووا الخبر فيها على الوضع الّذي جاء في خطبة أمير المؤمنين ، ومنهم من يروي ذلك مختصرا أ نّه دعا شجرة فأقبلت تخُدّ إليه الأرض (شرح نهج البلاغة : ج ۱۳ ص ۲۱۴) .

3.سنن الترمذي : ج ۵ ص ۵۹۳ ح ۳۶۲۶ عن عبّاد بن أبي يزيد ، كنز العمّال : ج ۱۲ ص ۳۶۵ ح ۳۵۳۷۰ .


نبي الرحمة من منظار القران و أهل البيت
138

ولَقد كانَ يُجاوِرُ في كُلِّ سَنَةٍ بِحِراءَ ، فَأراهُ ، ولا يَراهُ غَيري .
ولَم يَجمَع بَيتٌ واحِدٌ يَومَئِذٍ فِي الإسلامِ غَيرَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وخَديجَةَ وأنا ثالِثُهُما ، أرى نورَ الوَحيِ وَالرِّسالَةِ ، وأشَمُّ ريحَ النُّبُوَّةِ .
ولَقد سَمِعتُ رَنَّةَ الشَّيطانِ حينَ نَزَلَ الوَحيُ عَلَيهِ صلى الله عليه و آله ، فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، ما هذِهِ الرَّنَّةُ ؟ فَقالَ : هذا الشَّيطانُ قَد أيِسَ مِن عِبادَتِهِ ، إنَّكَ تَسمَعُ ما أسمَعُ وتَرى ما أرى ، إلاَّ أ نَّكَ لَستَ بِنَبِيٍّ ، ولكِنَّكَ لَوَزيرٌ ، وإنَّكَ لَعلى خَيرٍ .
ولَقد كُنتُ مَعَهُ صلى الله عليه و آله لَمَّا أتاهُ المَلأُ مِن قُرَيشٍ فَقالوا لَهُ : يا مُحَمَّدُ ، إنَّكَ قَدِ ادَّعَيتَ عَظيما لَم يَدَّعِهِ آباؤكَ ولا أحَدٌ مِن بَيتِكَ ، ونحنُ نَسأ لُكَ أمرا إن أنتَ أجَبتَنا إلَيهِ وأرَيتَناهُ عَلِمنا أ نَّكَ نَبِيٌّ ورسولٌ ، وإن لَم تَفعَل عَلِمنا أ نَّكَ ساحِرٌ كَذَّابٌ . فَقالَ صلى الله عليه و آله : وما تَسألونَ ؟ قالوا : تَدعو لَنا هذهِ الشَّجَرَةَ حَتَّى تَنقَلِعَ بِعُروقِها وتَقِفَ بَينَ يَدَيكَ ، فَقالَ صلى الله عليه و آله : إنَّ اللّهَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، فَإن فَعَلَ اللّهُ لَكُم ذلِكَ أتُؤمنونَ وتَشهَدونَ بِالحَقِّ ؟ قالوا : نَعَم . قالَ : فَإنِّي سَأُريكُم ما تَطلُبونَ ، وإنِّي لَأعلَمُ أ نَّكُم لا تَفيؤونَ إلى خَيرٍ ، وإنَّ فيكُم مَن يُطرَحُ فِي القَليبِ ، ومَن يُحَزِّبُ الأحزابَ .
ثُمَّ قالَ صلى الله عليه و آله : يا أيَّتُها الشَّجَرَةُ إن كُنتِ تُؤمنينَ بِاللّهِ وَاليَومِ الآخِرِ ، وتَعلَمينَ أ نِّي رَسولُ اللّهِ ، فَانقَلِعي بِعُروقِكِ حَتَّى تَقِفي بَينَ يَدَيَّ بِإذنِ اللّهِ .
فَوَالَّذي بَعَثَهُ بِالحَقِّ لاَنقَلَعَت بِعُروقِها ، وجاءَت ولَها دَوِيٌّ شَديدٌ ، وقَصفٌ كَقَصفِ أجنِحَةِ الطَّيرِ ، حَتَّى وَقَفَت بَينَ يَدَي رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله مُرَفرِفَةً ، وألقَت بِغُصنِها الأعلى عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وبِبَعضِ أغصانِها عَلى مَنكِبي ، وكنتُ عَن يَمينِهِ صلى الله عليه و آله . فَلَمَّا نَظَرَ القَومُ إلى ذلِكَ قالوا ـ عُلُوَّا وَاستِكبارا ـ : فَمُرها فَليَأتِكَ نِصفُها ويَبقى نِصفُها ، فَأمَرَها بِذلِكَ ، فَأقبَلَ إلَيهِ نِصفُها كَأعجَبِ إقبالٍ وأشَدِّهِ دَوِيَّا ، فَكادَت تَلتَفُّ بِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَقالوا ـ كُفرا وعُتُوَّا ـ : فَمُر هذا النِّصفَ فَليَرجِع إلى نِصفِهِ كَما كانَ ، فَأمرَهُ صلى الله عليه و آله فَرَجَعَ ،

  • نام منبع :
    نبي الرحمة من منظار القران و أهل البيت
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 25000
صفحه از 176
پرینت  ارسال به