فَقُلتُ أنا : لا إلهَ إلاَّ اللّهُ ، إنِّي أوَّلُ مُؤمنٍ بِكَ يا رَسولَ اللّهِ ، وأوَّلُ مَن أقرَّ بِأنَّ الشَّجَرَةَ فَعَلَت ما فَعَلَت بِأمرِ اللّهِ تَعالى تَصديقا بِنُبُوَّتِكَ ، وإجلالاً لِكَلِمَتِكَ ، فَقالَ القَومُ كُلُّهُم : بَل ساحِرٌ كَذَّابٌ ، عَجيبُ السِّحرِ خَفيفٌ فيهِ ، وهَل يُصَدِّقُكَ في أمرِكَ إلاَّ مِثلُ هذا؟ !
(يَعنونَني) وإنِّي لَمِن قَومٍ لا تَأخُذُهُم فِي اللّهِ لَومَةُ لائِمٍ ، سيماهُم سيما الصِّدِّيقينَ ، وكلامُهُم كَلامُ الأبرارِ ، عُمَّارُ اللَّيلِ ومَنارُ النَّهارِ ، مُتَمَسِّكونَ بِحَبلِ القُرآنِ ، يُحيونَ سُنَنَ اللّهِ وسُنَنَ رَسولِهِ ؛ لا يَستَكبِرونَ ولا يَعلُونَ ، ولا يَغُلّونَ ولا يُفسِدونَ ، قُلوبُهُم فِي الجِنانِ ، وأجسادُهُم فِي العَمَلِ . ۱
۲۵۴.عنه عليه السلام :كُنتُ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله صَبيحَةَ اللَّيلَةِ الَّتي أُسرِيَ بِهِ فيها وهُوَ بِالحِجرِ يُصَلِّي ، فَلَمَّا قَضى صَلاتَهُ وقَضَيتُ صَلاتي سَمِعتُ رَنَّةً شَديدَةً ، فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، ما هذِهِ الرَّنَّةُ ؟ قالَ : ألا تَعلَمُ؟! هذِهِ رَنَّةُ الشَّيطانِ ، عَلِمَ أ نِّي أُسرِيَ بيَ اللَّيلةَ إلَى السَّماءِ ، فَأيِسَ مِن أن يُعبَدَ في هذِهِ الأرضِ . ۲
۲۵۵.عنه عليه السلام :كُنتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله بِمَكَّةَ فَخَرَجنا في بَعضِ نَواحيها ، فَمَا استَقبَلَهُ جَبَلٌ ولا شَجَرٌ إلاَّ وهُوَ يَقولُ : السَّلامُ عَلَيكَ يا رَسولَ اللّهِ . ۳
۲۵۶.عنه عليه السلام :لَقَد رأيتُني أدخُلُ مَعَ [رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ] الوادِيَجج فَلا يَمُرُّ بِحَجَرٍ ولا شَجَرٍ إلاَّ
1.نهج البلاغة : الخطبة ۱۹۲ ، بحار الأنوار : ج ۱۸ ص ۲۷۱ ح ۳۸ .
2.شرح نهج البلاغة : ج ۱۳ ص ۲۰۹ . قال ابن أبي الحديد في ذيل الحديث : وقد روي عن النبيّ صلى الله عليه و آله مايشابه هذا ، لمّا بايعه الأنصار السبعون ليلة العَقَبة ، سُمع من العقبة صوت عالٍ في جوف الليل : يا أهل مكّة ، هذا مُذمَّم والصُّباة معه قد أجمعوا على حربكم ! فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله للأنصار : ألا تسمعون ما يقول ؟! هذا أزبُّ العقبة ـ يعني شيطانها ـ (شرح نهج البلاغة : ج ۱۳ ص ۲۰۹) .
قال : وأ مّا أمر الشجرة التي دعاها رسول اللّه صلى الله عليه و آله فالحديث الوارد فيها كثير مستفيض ، قد ذكره المحدّثون في كتبهم ، وذكره المتكلّمون في معجزات الرسول صلى الله عليه و آله . والأكثرون رووا الخبر فيها على الوضع الّذي جاء في خطبة أمير المؤمنين ، ومنهم من يروي ذلك مختصرا أ نّه دعا شجرة فأقبلت تخُدّ إليه الأرض (شرح نهج البلاغة : ج ۱۳ ص ۲۱۴) .
3.سنن الترمذي : ج ۵ ص ۵۹۳ ح ۳۶۲۶ عن عبّاد بن أبي يزيد ، كنز العمّال : ج ۱۲ ص ۳۶۵ ح ۳۵۳۷۰ .