17
نبي الرحمة من منظار القران و أهل البيت

الفصل الأوّل : دَلائِلُ النُّبوَّةِ

1 / 1

شَهادةُ اللّهِ

الكتاب

(لَّـكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَآ أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَئِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا) . ۱

(هُوَ الَّذِى أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ) . ۲

(قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدَا بَيْنِى وَ بَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرَا بَصِيرًا ) . ۳

(قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِى وَ بَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ مَا فِى السَّمَـوَ تِ وَ الْأَرْضِ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ بِالْبَـطِـلِ وَ كَفَرُواْ بِاللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَـسِرُونَ ) . ۴

(أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلاَ تَمْلِكُونَ لِى مِنَ اللَّهِ شَيْـئا هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَى

1.النساء : ۱۶۶.

2.الفتح : ۲۸.

3.الإسراء : ۹۶.

4.العنكبوت : ۵۲.


نبي الرحمة من منظار القران و أهل البيت
16

2 / 2 ـ تكامل الإنسان

تقوم فلسفة الوحي والنبوّة ، حسب الرؤية الإلهيّة للعالم ، على ثلاثة اُصول رئيسة :
الأصل الأوّل : فلسفة خلق الإنسان هي تكامله .
الأصل الثاني : دليل التكامل غير موجود في صلب وجود الإنسان .
الأصل الثالث : خالق العالم هو الّذي باستطاعته أن يقدّم برنامج تكامل الإنسان ، فهو وحده الّذي يعرف بشكل كامل استعدادات الإنسان وحاجاته ، ويحيط بجميع دقائق برامج تكامل الإنسان ، ومن جهة اُخرى فإنّه لا يحتاج إلى الإنسان كي يبخل عليه بالشيء الّذي هو في صالحه . ۱
وبناءً على ذلك ، فمن أجل أن يستطيع الإنسان معرفة فلسفة خلقه ، فإنّ الحكمة الإلهيّة البالغة تستوجب أن توجد دليلاً لتقديم برنامج تكامل الإنسان ؛ ذلك لأنّ تكامل الإنسان سوف يكون متعذّرا في غير هذه الحالة ، وهذا يعني عبثية الخلق . وبعبارة اُخرى : فإنّ إنكار الوحي وبعثة الأنبياء يساوي إنكار التوحيد ، ولذلك يصرّح القرآن قائلاً :
« وَمَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَآ أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَىْ ءٍ »۲ .
وعلى هذا الأساس يمكن القول بعبارة مختصرة : إنّ الهدف من بعثة الأنبياء هي تكامل الإنسان وتلبية حاجاته المادّية والمعنوية . ۳
وأمّا الاُمور الاُخرى الّتي أشار إليها القرآن في بيان حكمة بعثة الأنبياء ، مثل : إزالة الاختلاف، تحرّر الإنسان من القيود الداخلية والخارجية ، إخراج الإنسان من ظلمة الجهل، تعليم الكتاب والحكمة ، تنوير العالم بنور العلم ، النموّ الأخلاقي للمجتمع وتأمين العدالة الاجتماعية ، فإنّها في الحقيقة تمثّل فروع إجابة دعوة اللّه ، وتطبيق برنامج تكامل الأنبياء الإلهيين . ۴
وأمّا فلسفة البعثة فيما يتعلّق بالأشخاص الّذين لا يستجيبون لدعوة اللّه وأنبيائه ورسله ، فتتمثّل في إتمام الحجّة وإكمالها عليهم . ۵

1.للتعرّف أكثر على هذه الاُصول ، راجع : كتاب فلسفة الوحي والنبوّة لمؤلّف الكتاب .

2.الأنعام : ۹۱ .

3.راجع : ص۵۳ (التكامل) .

4.راجع : ص۵۱ (الفصل الثاني : فلسفة النبوّة) .

5.راجع : ص۷۰ (إتمام الحجّة) .

  • نام منبع :
    نبي الرحمة من منظار القران و أهل البيت
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 21078
صفحه از 176
پرینت  ارسال به