دِراسَةٌ فِي شَهادةِ اللّهِ عَلَى نُبوّةِ مُحمّدٍ
يمكن أن نتصوّر شهادة اللّه تعالى على نبوّة الأنبياء عن طريقين :
أ ـ الشهادة القوليّة .
ب ـ الشهادة العمليّة .
والشهادة القوليّة يمكن أن تكون على لونين :
1 ـ الوحي والإلهام : يمكن للّه تعالى أن يُعلن للناس عن نبوّة شخصٍ ما ، ويقدّم الشهادة على نبوّته بواسطة الوحي والإلهام ، غير أ نّ الاستعانة بهذا الطريق تكون في دائرة الإمكان ، حينما يتوفّر الناس على استعداد تلقّي الوحي والإلهام .
وبعبارةٍ اُخرى : إنّ الإشكال ليس من جهة المُرسِل ، بل من جهة المُستقبِل ، فإذا كان المُستقبِلُ ـ الّذي هو الناس ـ قادرا على تلقّي كلام اللّه أمكن أن يرسل اللّه تعالى لهم نداءه بصدد نبوّة نبيّه ، وبشكلٍ مباشر .
ويُستفاد من القرآن الكريم أ نّ اللّه تعالى استخدم هذا الاُسلوب بصدد نبوّة بعض الأنبياء ، كما هو الحال بالنسبة إلى نبوّة عيسى لدى الحواريّين ، حيث يقول : «وإذ أوْحَيتُ إلَى الحَوارِيِّينَ أنْ آمِنوا بِي وبِرَسُولي قالوا آمَنّا واشْهَدْ بأ نّنا مُسلِمونَ» . ۱
2 ـ المعجزة القوليّة : يختصّ الطريق الأوّل باُولئك النفر الّذين استبعدوا حجب المعرفة القلبيّة ، وأمكنهم الارتباط بالمصدر عن طريق القلب بغية أن يتوفّروا على حقائق المعرفة .