قصة اعتناق عالم مسيحي للإسلام
إنّ مؤلّف كتاب أنيس الأعلام أحد علماء الدين المسيحيّين ، وقد سرد في بداية هذا الكتاب قصّة إسلامه تحت عنوان «المصير المضطرب» كالتالي :
«كان مؤلّف هذا الكتاب من عظماء القسيسين النصارى أبّا عن جدّ ، وقد وقعت ولادته في كنيسة أروميّة ، ۱ ودرس لدى عظماء القسيسين والعلماء والمعلّمين النصارى في عهد الجاهلية ، ومن جملتهم الرآبي يوحنّا بكير ، والقسيس يوحنّا جان ، والرآبي عاج وغيرهم من المعلّمين والمعلّمات في الفرقة البروتستانية . ومن المعلّمين في الفرقة الكاثوليكية الرآبيّ تالو ، والقسيس كوركز وغيرهم من المعلّمين والمعلّمات والراهبات .
في سنّ الثانية عشرة فرغت من دراسة علم التوراة والإنجيل وسائر علوم النصرانية ، وبلغت مرتبة القساوسة من حيث العلم ، وفي أواخر أيّام الدراسة بعد الثانية عشرة من عمري أردت دراسة عقائد ملل النصارى ومذاهبهم المختلفة ، وبعد التفحّص المتواصل والجهود المضنية والسفر إلى البلدان ، وفدتُ على أحد القساوسة العظام ، بل المطران العالي الشأن من الفرقة الكاثوليكية ، وكان يحظى بدرجة سامقة من القدر والمنزلة والشأن والمرتبة ، وكانت شهرته قد طبقت الآفاق في مراتب العلم والزهد والتقوى بين أهل ملّته .
وكانت الفرقة الكاثوليكية قاصيها ودانيها من الملوك والسلاطين والأعيان والأشراف والرعية يطرحون أسئلتهم الدينية على القسيس المذكور ، ويرفقون بأسئلتهم الهدايا النفيسة الكثيرة النقدية والعينية ، وكانوا بذلك يبدون ميلهم إليه ورغبتهم في التبرّك به يتشرّفون بقبوله هداياهم ، وقد كنت أتلقى منه اُصول الملل وعقائدها ومذاهب النصرانية