29
نبي الرحمة من منظار القران و أهل البيت

قصة اعتناق عالم مسيحي للإسلام

إنّ مؤلّف كتاب أنيس الأعلام أحد علماء الدين المسيحيّين ، وقد سرد في بداية هذا الكتاب قصّة إسلامه تحت عنوان «المصير المضطرب» كالتالي :
«كان مؤلّف هذا الكتاب من عظماء القسيسين النصارى أبّا عن جدّ ، وقد وقعت ولادته في كنيسة أروميّة ، ۱ ودرس لدى عظماء القسيسين والعلماء والمعلّمين النصارى في عهد الجاهلية ، ومن جملتهم الرآبي يوحنّا بكير ، والقسيس يوحنّا جان ، والرآبي عاج وغيرهم من المعلّمين والمعلّمات في الفرقة البروتستانية . ومن المعلّمين في الفرقة الكاثوليكية الرآبيّ تالو ، والقسيس كوركز وغيرهم من المعلّمين والمعلّمات والراهبات .
في سنّ الثانية عشرة فرغت من دراسة علم التوراة والإنجيل وسائر علوم النصرانية ، وبلغت مرتبة القساوسة من حيث العلم ، وفي أواخر أيّام الدراسة بعد الثانية عشرة من عمري أردت دراسة عقائد ملل النصارى ومذاهبهم المختلفة ، وبعد التفحّص المتواصل والجهود المضنية والسفر إلى البلدان ، وفدتُ على أحد القساوسة العظام ، بل المطران العالي الشأن من الفرقة الكاثوليكية ، وكان يحظى بدرجة سامقة من القدر والمنزلة والشأن والمرتبة ، وكانت شهرته قد طبقت الآفاق في مراتب العلم والزهد والتقوى بين أهل ملّته .
وكانت الفرقة الكاثوليكية قاصيها ودانيها من الملوك والسلاطين والأعيان والأشراف والرعية يطرحون أسئلتهم الدينية على القسيس المذكور ، ويرفقون بأسئلتهم الهدايا النفيسة الكثيرة النقدية والعينية ، وكانوا بذلك يبدون ميلهم إليه ورغبتهم في التبرّك به يتشرّفون بقبوله هداياهم ، وقد كنت أتلقى منه اُصول الملل وعقائدها ومذاهب النصرانية

1.اسم بلد في آذربايجان الغربية ، ويمكن مطالعة تفصيلها في مستهل كتاب أنيس الأعلام .


نبي الرحمة من منظار القران و أهل البيت
28

نَجرانَ وفيهِم أبُو الحارِثِ بنُ عَلقَمَةَ بنِ رَبيعَةَ ، لَهُ عِلمٌ بِدينِهِم ورِئاسَةٌ ، وكانَ أُسقُفَهُم وإمامَهُم وصاحِبَ مِدراسِهِم ، ولَهُ فيهِم قَدرٌ ، فعَثَرَت بِهِ بَغلَتُهُ ، فَقالَ أخوهُ : تَعِسَ الأبعَدُ ! يُريدُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَقالَ أبُو الحارِثِ : بَل تَعِستَ أنتَ ، أتَشتِمُ رَجُلاً مِن المُرسَلينَ ؟ ! إنَّهُ الَّذي بَشَّرَ بهِ عيسى ، وإنَّهُ لَفِي التَّوراةِ ! قالَ : فَما يَمنَعُكَ مِن دينِهِ ؟ قالَ : شَرَّفَنا هؤلاءِ القَومُ وأكرَمونا ومَوَّلونا ، وقَد أبَوا إلاّ خِلافَهُ ۱ . ۲

1.في المصدر : «خلافة» و الصواب : ما أثبتناه .

2.المصدر السابق : ص ۱۶۴ .

  • نام منبع :
    نبي الرحمة من منظار القران و أهل البيت
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 21062
صفحه از 176
پرینت  ارسال به