35
نبي الرحمة من منظار القران و أهل البيت

والخلفاء حرّفوا وأفسدوا بعد ظهوره جميع التفاسير وكتب اللغة والترجمات لبقاء رئاستهم وتحصيل الأموال واستجلاب المنفعة الدنيوية والعناد والحسد وسائر الأغراض النفسية ، وابتدعوا معنىً آخر لهذا الاسم الشريف ، ومن المؤكّد أنّ ذلك المعنى لم يكن يقصده صاحب الإنجيل أصلاً! ويتّضح هذا المعنى بكلّ سهولة ويسر من اُسلوب وترتيب الآيات الموجودة في هذا الإنجيل الحالي ، أنّ الوكالة والشفاعة والتعزية والتسلية لم تكن مراد صاحب الإنجيل ، وأنّ الروح النازلة في يوم الدار ۱ ليست هي المقصودة أيضا ؛ ذلك لأنّ سيّدنا عيسى يقيد مجيء فارقليطا ويشرطه برحيله فيقول : سوف لا يأتي فارقليطا ما لم أرحل ؛ ۲ لأنّ اجتماع نبيين مستقلّين صاحبي شريعة عامّة في زمان واحد غير جائز! خلافا للروح النازلة في يوم الدار والّذي يراد منه روح القدس الّذي كان قد نزل مع وجود عيسى والحواريّين عليه وعليهم .
ترى هل نسي قول صاحب الإنجيل الأوّل ۳ في الباب الثالث من إنجيله حيث يقول :

1.المراد منه : يوم بنطيكا ، فمن المعروف حسب عقيدة المسيحيّين أنّ روح القدس نزل في ذلك اليوم على الحواريّين بكل عنف وشدّة وكأنّه ريح عاصفة ، وقد فسّروا فارقليطا الموعود بنفس ذلك اليوم ، (أعمال الرسل ، الباب ۲ : ۱ ـ ۱۲) .

2.انجيل يوحنا : الباب ۱۶ : ۷) .

3.المراد من الإنجيل الأوّل إنجيل متّى الذي ينقل في الباب الثالث قصّة تعميد يحيى لجميع اليهود والمقتوليين والصادقين ، ويبين في آخر (الآية ۱۶) تعميد عيسى ، حيث يقول في الآية ۱۷ : وأمّا عيسى فعندما تعمّد فقد خرج من الماء من فوره ، وإذا بالسماء تُفتح له ورأى روح اللّه وهو ينزل كالحمامة يقبل نحوه . وأمّا التعميد نفسه فهو من الطقوس المقدّسة السبعة للكنيسة ويعتبر من جملة الفرائض الكبرى للمسيحية ، وهو نوعان من الغسل : أ ـ تعميد الأموات . ب ـ التعميد المقدّس : ويتمّ بتشريفات خاصّة من جانب الكنيسة بحضور القسيس الأكبر بتلاوة أدعية خاصّة بالماء الّذي أصبح مقدسا باسم تثليث الوحدة ، ويغسل به الشخص الّذي يريد دخول المسيحية كي يتطهّر الشخص المعمّد من النجاسة والرجس ، وفي ختام الطقوس تقول الكنيسة البروتستانتية : غفر اللّه لك ذنوبك ، ولكن الكنيسة الكاثوليكية تقول : غفرتُ لك ذنوبك! والتعميد في العهد الجديد كالختان في العهد القديم ، يعيّن نسبة الشخص بالكنيسة المسيحية . ويعتقد الكثير من المسيحيّين أنّ تعميد أطفال المؤمنين واجب ، ويقول الكاثوليك : إذا مات الطفل قبل التعميد فسوف يُحرم من السعادة الاُخروية (تاريخ اصلاحات الكنيسة ، ص ۶۰) وهذه العقيدة تتناقض مع تصريح إنجيل متى حول الأطفال غير المعمدين : «دعوا الأطفال الصغار ولا تمنعوهم من المجيء إلى عيسى ، لأنّ ملكوت السماء لأمثالهم (متّى ۱۴ : ۱۹) . يقول نزاعي مزگاني في الصفحة۴۷: لا يكفي غسل التعميد لدخول الكنيسة الحقيقية،بل يجب غسل روح القدس. ويرى النصارى قيمة أكبر للتعميد في ماءنهر الأردن،لأنّ متّى يقول:لقد عمّد يحيى المسيح هناك (متى۳:۱۵). يقول العلاّمة النوري : يرى الباحثون أنّ المسيحيّين أخذوا هذه السنة من الديانة الهندية، اسلام وعقايد وآراى بشرى («فارسي ، وتعريبه : الإسلام والعقائد والآراء البشرية» : ص ۴۶۴) .


نبي الرحمة من منظار القران و أهل البيت
34

ثمّ أعطاني مفتاح ذلك البيت الصغير ـ السابق الذكر ـ وطلب منّي أن أفتح الصندوق الفلاني وأن آتي له بالكتاب الفلاني ، ففعلت ذلك ، وأتيت له بالكتابين ، وإذا بهما مكتوبان بالخطّين اليوناني والسرياني قبل ظهور خاتم الأنبياء بالقلم على الجلد ، وإذا بهما ، وإذا بكلمة فارقليطا مترجمة فيهما إلى أحمد ومحمّد!
ثمّ قال : بنيّ الروحي ، اعلم أنّ العلماء والمفسّرين والمترجمين المسيح لم يكونوا مختلفين قبل ظهور محمّد صلى الله عليه و آله في أنّها تعني أحمد ومحمّد ، ولكن حضرات القسيسين

  • نام منبع :
    نبي الرحمة من منظار القران و أهل البيت
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 24812
صفحه از 176
پرینت  ارسال به