59
نبي الرحمة من منظار القران و أهل البيت

الحُرِّيَّةُ في مَدرَسَةِ الأَنبياءِ

تعدّ الحرّيّة من الحاجات التي يستشعرها الإنسان بكلّ وجوده . وهذا الأصل وإن كان يترابط في أحد أبعاده مع أصل العدالة ، لكنّه يُعتبر ـ في بُعدٍ آخر ـ هو قاعدة تحتيّة للبعد الأوّل ـ أصلاً مستقلاًّ ، بحيث لا يمكن حتّى للعدالة الاجتماعيّة أن تتحقّق من دونه .
ومهما يكن .. فإنّ هذه الحاجة الأساسيّة للإنسان قد رُوعيت على نحوٍ دقيق ، في منهج الأنبياء ، ولُبّيت تلبية إيجابيّة .
يقول القرآن الكريم بتعبير أخّاذ ، عن رسالة رسول اللّه صلى الله عليه و آله :
«وَيَضَعُ عَنْهُمْ إصْرَهُمْ والأغْلالَ الّتي كانَتْ عَلَيْهِمْ»۱.

قيود الأسر

ثَمّ نوعان من القيود التي تسلب الإنسان حرّيّته ، وتعطّل فيه استعداداته الخلاّقة والطاقات العظيمة المركوزة في داخله . وهذه القيود لا تَحول بين الإنسان وبين تحرّكه صوب الكمال وحسب ، بل تجرّ الإنسان إلى السقوط والانحطاط والهوان .
وهذان النوعان من القيود أحدهما داخليّ ، والآخر خارجيّ .
تتمثّل القيود الداخليّة بالأهواء والميول الجامحة التي تكبّل إرادة الإنسان من الداخل ، وتحاصر هذا الكائن ـ الذي هو في الأصل طير من حدائق الملكوت ـ في أسر الميول البهيميّة ، فتجعله مُهيّئا للرضى بالقيود الخارجيّة .

1.الأعراف : ۱۵۷ .


نبي الرحمة من منظار القران و أهل البيت
58
  • نام منبع :
    نبي الرحمة من منظار القران و أهل البيت
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 21096
صفحه از 176
پرینت  ارسال به