الآلاف من وسائل الدعاية المباشرة وغير المباشرة على «مرشّح» معيّن لرئاسة الجمهوريّة ، بحيث تحيطة الدعاية الجذّابة بصيغها المختلفة ؛ بدءا من الحديث عن حياته ، إلى طباعة صوره واسمه على الأفخاذ والصدور وسائر المواضع الانتخابيّة الديموقراطيّة الحسّاسة من أجساد عارضات الأزياء والراقصات والممثّلات الشهيرات المستحوذات على إعجاب الجماهير . ويروَّج لهذه الدعاية الانتخابيّة في دُور السينما والمراقص ، وحتّى في الأرصفة والشوارع والمنتزهات والحدائق العامّة ، فيُغرقون الناس ، من حيثما التفتوا ، وبكلّ وسيلة ، بالدعايات لمرشّح الرئاسة .
لا شكّ أنّهما المال والقوّة اللذان يصنعان الأصوات ، باستخدام جميع الوسائل الفنيّة وكلّ الإمكانات الأدبيّة والاجتماعيّة .
أجل ، إنّهم أحرار في «الإدلاء بأصواتهم» ، بَيْد أنّهم عبيد في «صياغة الصوت» ، ذلك أنّ أدمغتهم قد حُشيت ب «المرشّح» الانتخابيّ ، ثمّ أُطلقت لهم الحرّيّة ليصوّتوا لمن يريدون» ۱ !
لكنّ أنّ ما يحدث في منهاج أنبياء اللّه ، لصناعة الفرد والمجتمع الحرّ ولتلبية الحاجة إلى الحرّيّة ، أن يُعمل ـ تساوقا مع تحرير الإنسان من الأغلال الخارجيّة والعبوديّة للطواغيت ـ على إطلاق الإنسان أيضا من الوثاق الداخليّ والعبوديّة للغرائز البهيميّة . بل إنّ التحرّر الداخليّ والانعتاق الباطنيّ يستأثر بالأهميّة الكبرى ؛ لأنّه قاعدة للتحرّر الخارجيّ. ومن هنا دُعي الجهاد لتحقيق التحرّر الداخليّ ب «الجهاد الأكبر» ، في حين سمّي الجهاد للتوصّل إلى التحرّر الخارجيّ باسم «الجهاد الأصغر» .
يتحدّث الإمام عليّ عليه السلام عن تلك القيود والأغلال التي تأسِر الإنسان من الداخل وتسلبه حرّيّته ، بقوله :