قالوا : هذا الأمينُ ، رَضينا ، هذا مُحَمَّدٌ .
فَلَمَّا انتَهى إلَيهِم وأخبَروهُ الخَبَرَ ، قالَ صلى الله عليه و آله : هَلُمَّ إلَيَّ ثَوبا ، فَأُتِيَ بِهِ ، فَأخَذَ الرُّكنَ فَوَضَعَهُ فيهِ بِيَدِهِ ، ثُمَّ قالَ : لِتَأخُذ كُلُّ قَبيلَةٍ بِناحِيَةٍ مِنَ الثَّوبِ ، ثُمَّ ارفَعوهُ جَميعا ، فَفَعَلوا ، حَتَّى إذا بَلَغوا بِهِ مَوضِعَهُ وَضَعَهُ هُوَ بِيَدِهِ ، ثُمَّ بُنِيَ عَلَيهِ . ۱
۱۱۸.السيرة النبويّة لابن هشام :كانَت خَديجَةُ بِنتُ خُوَيلدٍ امرأةً تَاجِرَةً ذاتَ شَرَفٍ ومالٍ ، تَستأجِرُ الرِّجالَ في مالِها وتُضارِبُهُم إيَّاهُ بِشَيءٍ تَجعَلُهُ لَهُم ، وكانَت قُرَيشٌ قَوما تُجَّارا ، فَلَمَّا بَلَغَها عَن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ما بَلَغَها مِن صِدقِ حَديثِهِ ، وعِظَمِ أمانَتِهِ ، وكَرَمِ أخلاقِهِ ، بَعَثَت إلَيهِ فَعَرَضَت عَلَيهِ أن يَخرُجَ في مالٍ لَها إلَى الشَّامِ تاجِرا . ۲
۱۱۹.الطبقات الكبرىـ في صِفَةِ النَّبيِّ صلى الله عليه و آله ـ: كانَ رَجُلاً أفضَلَ قَومِهِ مُروءَةً ، وأحسَنَهُم خُلُقا ، وأكرَمَهُم مُخالَطَةً ، وأحسَنَهُم جِوارا ، وأعظَمَهُم حِلما وأمانَةً ، وأصدَقَهُم حَديثا ، وأبعَدَهُم مِن الفُحشِ والأذى ، وَما رُئِيَ مُلاحِيا ولا مُمارِيا أحَدا، حَتّى سَمّاهُ قَومُهُ الأمينَ ، لِما جَمَعَ اللّهُ لَهُ مِن الأُمورِ الصَّالِحَةِ فيهِ ، فَلَقَد كانَ الغالِبُ عَلَيهِ بِمَكَّةَ الأمينَ . ۳
ج ـ الصِّدق
۱۲۰.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :أيُّها النَّاسُ ، إنَّ الرَّائدَ لا يَكذِبُ أهلَهُ ، ولَو كُنتُ كاذِبا لَما كَذَبتُكُم ، وَاللّهِ الَّذي لا إلهَ إلاَّ هوَ إنِّي رَسولُ اللّهِ إلَيكُم حَقّا خاصَّةً ، وَإلى النَّاسِ عامَّةً . وَاللّهِ لَتَموتونَ كَما تَنامونَ ، ولَتُبعَثونَ كَما تَستَيقِظونَ ، ولَتُحاسَبونَ كَما تَعمَلونَ، ولتُجزَونَ بِالإحسانِ