المكنون في حقائق الكلم النبوية - صفحه 292

الآفات الشيطانية، فيداويها بالهمّة، ورأى في قلب المؤمن ما رأى في قلبه بعين الفراسة من المقامات والأحوال والكشف والأسرار، فيفرح بها منةً لله ويشكر بفضل اللّه ، فصار المؤمن محلّه من جميع الجهات .

۵۸.كذلك قال صلى الله عليه و سلم :اتّقوا فراسة المؤمن، فإنّه ينظر بنور اللّه ۱ .
أي ينظر بنور الغيوب ما في القلوب، ويرى بكحل الصفات حقائق الآيات؛ لأنّه سراج اللّه في أرضه، وجاسوسه بين خلقه، يبصر بعين اللّه خطرات أهل الامتحان، وإلقاء الشيطان .

۵۹.وقال صلى الله عليه و سلم :الأرواح جنود مجنَّدة، فما تعارف منها ائتلَف، وما تناكر منها اختلف ۲ .
الأرواح قسمان: قسم منها أهل النكرات، وقسم منها أهل المعارف. أهل النكرة وقعت في حجاب الخذلان فاختلفت بأهل الإيمان، وأهل المعارف منها وقعت في مقام المشاهدة والعرفان فائتلفت بقدر موافقة المقامات والحالات. هكذا تلك الطائفتان من بدو الأزل إلى الآباد، فإذا كان من نعت التعارف ائتلاف صار من القلوب إلى القلوب روازن المكاشفات والفراسات، كما قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ : «من القلب إلى القلب روزنة». روزنة القلب فتح بصر السرّ إلى عالم الغيب، وانغراس عروق أشجار المحبّة فى قلوب أهل الموافقة بالمعرفة إذا هبّت عنها رياح الاُلفة تهتزّ أغصانها بالمحبّة. وهذه صفة المتحابّين في اللّه الذين وصفهم اللّه تعالى فيما أخبرنا عنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ بقوله: وجبت محبّتي

1.بصائر الدرجات ، ص۳۵۷ ؛ الأمالي ، ج ۱، ص۳۰۰ ؛ اختيار مصباح السالكين ، ص۹۸ ؛ سنن الترمذي ، ج۴ ، ص۳۶۰؛ مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ، ج۱۰ ، ص۲۶۸؛ كنزالعمّال ، ج۱۱ ، ص ۸۸

2.مصباح الشريعة ، ص۱۵۶ ؛ أصل جعفر بن محمد الحضرمي ، ص۶۸ ؛ مروج الذهب ، ج۲ ، ص۳۰۱ ؛ مسند أحمد ، ج۲ ، ص۲۹۵ و ص۵۲۷؛ صحيح البخاري ، ج۴ ، ص۱۰۴؛ صحيح مسلم ، ج۸ ، ص۴۱؛ مستدرك الحاكم ، ج۴ ، ص۴۲۰

صفحه از 363