المكنون في حقائق الكلم النبوية - صفحه 268

عن الحقائق، وعبّروا عن مشكلات الدقائق، واستشرفوا على قلوب البريّة ، فعلموا ضمائرها، وفهموا دقائقها، كما وصفهم رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ فإنّ للّه ـ عزّوجلّ ـ صفوة من بريّته قسم لهم من حظوظ كل نفس، هم مشرفون على هموم الخلائق كلّهم أجمعين.
وسئل ابن عباس عن تفسير آية، فلم يفسّرها، ثم قال: ما يؤمنك أن اُفسّرها لك فتكفر؛ لأنّ سرائر العلم لايحتملها إلاّ الأقويآء من العلماء والأبطال من الحكماء. وقال: قلت يا رسول اللّه ! اُحدِّث بكلّ ما أسمع منك؟ قال صلى الله عليه و سلم: نعم، إلاّ أن تحدث بحديث لايبلغ عقول القوم ذلك الحديث فيكون على بعضهم فتنة. ۱
وقال عليّ ـ كرّم اللّه وجهه ـ : لو جمعت من خياركم فأحدّثكم من غدوة إلى العشيّ ما سمعتُ من في أبى القاسم ـ صلوات اللّه عليه ـ فتخرجون من عندي وأنتم تقولون: إنّ عليا من أكذب الكذّابين وأفسق الفاسقين. ۲
هذا إرشاد إلى حقيقة سرّ الخبر. وإنّ ما أوردنا في هذا الكتاب خاصٌّ لذوي الأبصار من الربّانيّين والعارفين، وباللّه التوفيق والعون والعصمة.

۱.قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم :إنّما الأعمال بالنيّات ۳ .
أيّ تتعلق أعمال الظاهر بما وقع في القلوب من أنوار الغيوب، وكشوف أسرار الحقيقة في الباطن ما بُدِئَ من وقوع الوحي والإلهام، إذا انشرح سَنابَرقُ صفة الفِعل من نور الصفات .

۲.وقال ـ عليه الصلوة والسلام ـ :لاتسبّوا الدهر فإنّ اللّه هو الدهر ۴ .

1.لم يوجد في المصادر

2.لم يوجد فى المصادر

3.تهذيب الاحكام ، ج۱ ، ص ۸۳ ؛ مسند أحمد ، ج۱ ، ص۲۵ : « . . . بالنية و . . .» ؛ صحيح البخاري ، ج۱ ، ص۲ ؛ سنن كبرى ، ج۱ ، ص۴۱ و ص۲۱۵ و ص۲۹۸ .

4.مجمع الزوائد و منبع الفوائد ، ج۸ ، ص۷۱

صفحه از 363