المكنون في حقائق الكلم النبوية - صفحه 269

هذا إشارة إلى عين الجمع إذا التبس الحق بالصفات الفعليّة ويتجلّى منه في موجد مراده للعالم، فتظهر منه صنائع الغيب. وإذا غُصت في بحار التوحيد وجدتَ ـ بعد إفراد القدم عن الحدوث ـ الفاعلَ والمفعولَ والفعل واحدا من كلّ الوجوه . ولايعرف هذا المقام إلاّ صاحب المكاشفة الالتباسيّة .

۳.وقال ـ عليه الصلاة والسلام ـ :يقول اللّه تعالى: إذا علمتُ أنّ الغالب على قلب عبدي الاشتغال بي جعلتُ شهوة عبدي في مسألتي ومناجاتي، فإذا كان عبدي كذلك عشقني عبدي وعشقته، فإذا كان عبدى كذلك فأراد عبدي أن يسهو عنّي حُلتُ بينه وبين السهو عنّي، أولئك أوليائي حقّا، أولئك أبطال، أولئك الذين إذا أردت أهل الأرض بعقوبة زويتها عنهم من أجلهم ۱ .
جوّز ـ عليه الصلاة والسلام ـ إطلاق اسم العشق على اللّه تعالى، وأنّ عشق العبد من اشتغاله بطلب مشاهدة ربه، وما وجد من لذة شهوته في مناجاته، ومسألته عنه، وعشق اللّه تعالى بعد عشقه للّه . وذلك إشارة على الترغيب. لكن عشق اللّه أزليّ سابق له، قال تعالى: «يحبهم ويحبونه» عشق العبد وعشقه، لكن وقع من زند عشقه في حُرَق أفعاله فبدا عشقه في عشقه فصارا واحدا؛ لأنّ في الحقيقة العشق والعاشق والمعشوق في عين الجمع. فإذا كمل العبد في العشق صار مرادا معشوقا محبوبا معصوما عن الاحتجاب بشيء دون اللّه ، فإذا أراد أن يقول له كن فيكون رحمة للعباد والبلاد، لأنّه أثر اللّه في العالم .

۴.و حكى ـ عليه الصلاة والسلام ـ عن اللّه تعالى:الكبرياء ردائي، والعظمة ۲

1.لم يوجد في المصادر

2.في المصدر : «العزة ازاري» .

صفحه از 363