المكنون في حقائق الكلم النبوية - صفحه 272

وقلبه في منهاج الذكر، وسرّه في ملكوت العلا، وعقله في المنظر الأعلى، وجسده نائم في خدمة المولى، فتكتب أنفاسُه حسناتٍ؛ لأنّه نام في الحقّ لا عن الحقّ فنومه عبادة جميع العباد، لأنّه يطلب بذلك ترفية جوارحِه ليخدم بها خالقه، وهذا من أحسن أركان العبادة .

۱۰.و قال صلى الله عليه و سلم :كلمة الحكمة ضالّة كلّ حكيم ۱ .
الحكمة إلهام اللّه ، وهي مفقودة جميع الحكماء؛ لأنّها كانت تُرفرف على قلوبهم فلم تجد موقعا إلاّ وهو مملوء من المعرفة، فانفلتت منهم بعد سكونها في خواطرهم، فإذا وجدوها عرفوا ضالّتهم فيفرحون بوجدانها. وأيضا هم أهل اللّه وخطابه أهلهم، فإذا غابوا عنه فى المخاطب ضلّوا عنه وهو ضالّتهم، فإذا أفاقوا عن المشاهدة وجدوا ضالّتهم وهم أحق بها من غيرهم .

۱۱.وقال صلى الله عليه و سلم:الإحسان أن تعبداللّه كأنّك تراه، فإن لم تكن تراه فإنّه يراك ۲ .
معناه وجودُ إخلاصِ العبوديّة عن رؤيةِ الغير، بنعتِ إدراك القلب عيان جلال ذات الحق تعالى، وفنائه عن الرسوم فيه. وقوله: «فإن لم تكن تراه فإنّه يراك» إشارة إلى مقام المراقبة في الإجلال، وحصول الحياة من العلم باطّلاع الجبّار .

۱۲.وقال صلى الله عليه و سلم الإيمان بضع وسبعون شعبةً، أفضلها قول لاإله إلا اللّه ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق. والحياء شعبة من الإيمان۳.وقال صلى الله عليه و سلم الإيمان بضع وسبعون شعبةً، أفضلها قول لاإله إلا اللّه ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق. والحياء شعبة من الإيمان ۴ .
أي أصل التوحيد كشوف سبعين بابا من عيون صفات الحقّ، وأصلها عين كشف عين الذات، وأدنى المقام منها إفراد القِدَم عن الحدوث، وهو إماطة قذى

1.بحارالأنوار، ج ۱، ص ۱۴۸؛ كنزالعمّال ، ج۱۰ ، ص۱۸۰؛ جامع الصغير ، ج۲ ، ص۹۳ وفيه: «الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو احق بها» .

2.بحارالأنوار ، ج ۵۸ ، ص ۱۱۶ و ج ۶۳ ، ص ۱۹۶ ؛ سنن كبرى ، ج۱۰ ، ص۲۰۳

3.سنن نسائي ، ج۸ ، ص۱۱۰

صفحه از 363