بلسان واصفه فيزيد إيمانه ومعرفته بوجدان أياديه، ويرى صفاء إيمانه، ويتواضع لكبرياء اللّه بعد علمه بأنه بلسان الخاطب وصف نفسه تعالى لا غير . هذا بخلاف ما قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ : «إيّاك والمدح فإنّه الذبح». لأنّ الأوّل صفة العارف الذي لايدخل في قلبه عجبُ النفس، والثاني صفة المريد الذي يُخاف عليه عوارض البشريّة .
۳۰.وقال صلى الله عليه و سلم:[عن اللّه تعالى]: الصوم لي وأنا أجزي به ۱ .
أي الصوم من نعوت الصمديّة المتمكّنة فى غيب قلب العبد، فإذا اتّصف العبد بهذه الصفة: اَجزيه بما اُفَطِّره من صومه بشراب مشارب جلالي، بعد أن اُرِيَهُ هلالَ مشاهدتي حتى يفرح منّي بى. والصوم سرّ خالص عن نظر الخلقية فجزاؤهُ كشوف الأسرار المكتومة والملكوتيّة المخفيّة عن أعين الخلق .
۳۱.وقال صلى الله عليه و سلم:للصائم فرحتان: فرحة عند إفطاره، وفرحة عند لقاء ربه ۲ .
أطلق عليه السلام لفظ اللقاء ولم يعيّنه بوقت معيّن، معناه: للصائم فرحتان فرحة نفسه وفرحة قلبه، فرحة نفسه في إتمامها عبوديّة خالقها، وفرحة القلب فى كشف مشاهدة الحقّ في خلال الصوم. وأيضا فرحة النفس بالإفطار وانطلاقها من ثقل العبودية، وفرحة القلب في روية جلال الحقّ عند إفطاره. وأيضا للفطيم عن ألبان مُرضِعة الحدثان بنعت الصوم عمّادون اللّه فرحتان: فرحة عند فطره بوصل الحقّ عند هلال مشاهدته، وفرحة عند بروز لقاء جمال القديم بعد وصوله إليه بوصف دنوّ البقاء. ونعت معرفة القديم أوّل الفرحة من المحبّة وآخر الفرحة من المعرفة .
1.مصباح الشريعة ، ص۱۳۶ ؛ الكافى ج۴ ، ص۶۳ ؛ مسند أحمد ، ج۱ ، ص۴۴۶ وج۲ ، ص۴۶۷؛ صحيح مسلم ، ج۳ ، ص۱۵۸
2.الكافى ، ج۴ ، ص۶۵ ؛ الخصال ، ص۴۴ ؛ معانى الأخبار ، ص۴۰۹ ، سنن كبرى ، ج۴ ، ص۲۳۵؛ كنزالعمّال ، ج۸ ، ص۴۴۸؛ مسند أحمد ، ج۲ ، ص۵۱۰ ، فيه: « . . .و فرحة حين يلقى ربه . . . » .