الخطاب .
۴۸.وقال صلى الله عليه و سلم:الرؤيا الصالحة جزء من ستةٍ وأربعين جزءا من النبوة ۱ .
لم يرد أنّ الرؤيا الصالحة من العموم من نبوّة الأنبياء، ومن رأى شيئا منه فهو معه شيء من النبوّة، إنّما أراد أنّ الرؤيا الصالحة شبه من رؤياه الذي رآه قبل الوحي .
۴۹.وقال صلى الله عليه و سلم:من رآني في المنام فقد رآني، فإنّ الشيطان لايتمثّل في صورتي ۲ .
ليس في صورته كثافة الإنسانيّة ولا ثقل البشريّة، لتجانسها بروحه القدسية، فصار روحه وصورته شيئا واحدا فخلق روحه من عالم القدس وصورته من تربة المحبّة، وهو متّصف بصفات الحقّ وخُلق القدم، وليس للشيطان سبيل إلى تمثيله بصورة؛ لأنّه قدسيّ ربّانيّ لايدخل في مرآة خيال إبليس. ولم يطق إبليس أن يتمثّل جماله صلى الله عليه و سلم بصورة من الصور؛ لاتّصافه بوصف الحقّ، لأنّه فى عين الجمع يتجلّى الحقّ منه للعالم، والحقّ ليس له مثل: «ليس كمثله شيء» لذلك:
۵۰.قال صلى الله عليه و سلم:من رآني فقد رأى الحق
أشار إلى مقام الالتباس وعين الجمع، أي كنتُ مرآة جمال الحقّ بكشف جلاله في نفسي لمن له بصر الحقيقة.وهكذا:
۵۱.قال صلى الله عليه و سلم:من عرفني فقد عرف الحقّ
أي أنا لباس فعل نور الأزل ومشكاة سنا القِدَم، ومن عرفني فقد عرف صنع الخاصّ، ومن عرف صنع الخاصّ فقد عرف الصفة، ومن عرف الصفة عرف
1.مفاتيح الغيب ، ص۶۰۹ ، المحجة البيضاء ، ج۸ ، ص۳۱۳ ؛ بحارالأنوار ، ج ۶۱ ، ص۱۷۸ ؛ مسند أحمد ، ج۲ ، ص۳۶۹ وص ۴۹ . وفي الأخير « . . . من سبعين جزءا . . . ».
2.المنامات ، ص۱۲ ؛ دارالسلام ج ۴، ص ۲۷۶ ؛ مسند أحمد ، ج۳ ، ص۳۵۰؛ صحيح البخاري ، ج۷ ، ص۱۱۸