المكنون في حقائق الكلم النبوية - صفحه 290

الذات، قال تعالى: «مثل نوره كمشكاة» وإذا رأى نفسه متجانس روحه وكذلك جميع الأنبياء والرسل .

۵۲.قال صلى الله عليه و سلم:نحن معاشر الأنبياء أرواحنا أجسادنا ۱ .
أي تجلّى الحق بالذات لأرواحنا، وبالصفات لأجسادنا، فمازَج أرواحنا بأجسادنا وأحياهما بحياته، فصارت أرواحنا أجسادنا وأجسادنا أرواحنا، لانموت ولكن ننقل من دار إلى دار. قال تعالى: «بل أحياء عند ربهم» .
وأيضا: أي أرواحنا تخرج من عالم الملكوت وأجسادنا من تراب أرض الجبروت فأرواحنا كالأجساد و أجسادنا كالأرواح ، قيل خُلق صورة آدم من تراب تحت العرش و روحه من نور الملكوت و أيضا فإنّ اللّه تعالى خلق أرواحنا قبل أجسادنا ثم صوّر أجسادنا شبه أرواحنا، فمن رآنا في المنام رأى أرواحنا، ومن رأى أرواحنا فَكأنّها رأى أجسادنا أحياءً؛ لأنّ أرواحنا مثل أجسادنا في الصورة .

۵۳.وقال صلى الله عليه و سلم:إنَّ من البيان لسحرا، ومن العلم جهلاً ۲ .
أي إنَّ من كشف علم المبهم من أهل الفصاحة في مقام المعرفة كالسحر في ظهوره بنعت الواقعه من التأثير، وإنّ من علم الدقائق في دقّته وإبهامه كالجهل من قلّة إدراك الخواطر منه. وربّ علم من أحكام الصفات ومعرفة شواهد الغيوب جهلاً عند قومٍ .
وأيضا: أي مِن المعرفة [ما] يفضي إلى النكرة؛ ولأنّ من كان أعرف باللّه يكون جهله باللّه أكثر، لأنّ معرفته لانهاية لها، والمعرفة في ضمنها نكرة، ونكرته في ضمنها معرفة. وهو قول الصدّيق رضى الله عنه: العجز عن درك الإدراك إدراك.

1.لم يوجد في المصادر

2.تحف العقول ، ص۵۷ ؛ الأشعثيات ، ص۲۳۰ ؛ النوادر ، ص۲۶ ؛ كنزالعمّال ، ج۳ ، ص۵۷۹

صفحه از 363