۵۴.وقال صلى الله عليه و سلم:إذا رأيتم المدّاحين فأحثوا في وجوههم التراب ۱ .
أي أعطوهم الدنيا لأنّها تراب يَفني. وفيه رمز من إشارات العارفين. وأنا أقول: التراب في وجه من مدح القِدَم بلسان الحدث، ومن يحصي ثناءه، حيث قال سيّد العارفين: لا اُحصي ثناءً عليك، قطع لسان الثناء بمقراض التنزيه عند مشاهدة القديم مع جلالته وفصاحته بحكم التوحيد، بما أخبر عن نفسه بقوّة تحقيق العبادة عن صفات الاُلوهيّة .
۵۵.وقال صلى الله عليه و سلم:بُعِثْتُ بِجَوامِع الكَلِم ۲ .
أي بُعِثت بألسنة الصفات وكلمات المقامات، من بحر حقائق الذات. ينطق الحقّ بلساني، ولساني لسانُ الحق الذي تكلم به للخلق. وهو إشارة عين الجمع، وجوامع كلماته خطاب البحر الأزليّ الذي قال تعالى: «قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي» .
۵۶.وقال صلى الله عليه و سلم :إنّ أكرمكم عند اللّه أتقاكم ۳ .
أي أتقاكم باللّه عمّا دون اللّه .
۵۷.وقال صلى الله عليه و سلم :المؤمن مرآة المؤمن ۴ .
أي قلب المؤمن مرآة قلب المؤمن، رأى في نفس المؤمن ما رأى في نفسه من
1.الطرائف ، ص۴۹۲ ؛ روض الجنان و روح الجنان ، ص۱۸۲ ؛ مسند أحمد ، ج۲ ، ص۹۴ و ج۶ ، ص۵؛ صحيح مسلم ، ج۸ ، ص۲۲۸
2.سنن النسائي ، ج۶ ، ص۳و۴؛ مسند أحمد ، ج۲ ، ص۴۵۵؛ صحيح البخاري ، ج۴ ، ص۱۲ و ج۸ ، ص۷۶ و ص۱۳۸؛ صحيح مسلم ، ج۲ ، ص۶۴
3.الغايات ، ص۲۰۴ ؛ مستدرك الوسائل ج۱۱ ، ص۱۷۵ ؛ صحيح البخاري ، ج۴ ، ص۱۵۳؛ مستدرك الحاكم ، ج۲ ، ص۴۶۴ ، و لا يخفى أنّ هذه آية (الحجرات ۱۳) قد استشهد النبيّ صلى الله عليه و آله بها وورد فى مسانيد الحديث .
4.تنبيه الخواطر (مجموعه ورام) ، ص۹۶ ؛ المحجة البيضاء ، ج۳ ، ص۳۳۴ ؛ سنن ابي داود ، ج۲ ، ص۴۶۰؛ السنن الكبرى ، ج۸ ، ص۱۶۷؛ كنزالعمّال ، ج۱ ، ص۱۴۱
