للمتحابّين فيَّ والمتجالسين فيّ والمتزاورين فيّ والمتباذلين فيّ، أي وجبت محبّتي في الأزل لهم قبل وجودهم، فظهرت أنوارها في موافقتهم، قال تعالى: «يحبهم ويحبونه» المتحابّين بالمحبّة لمشاهدتي، والمتجالسين بالمحبّة في مقام اُنسي، والمتزاورين بالمحبّة لحقائق شوقي، والمتباذلين أنفسهم بمكافاة مشاهدتي .
۶۰.وقال صلى الله عليه و سلم :حسن الظنّ من حُسن العبادة ۱ .
إذا حسُنتِ العبادة صفا الإيمان، وإذا صفا الإيمان صفا اليقين، وإذا صفا اليقين حصل حسن الرجاء في العبد ويظنّ في اللّه ما في خُلقه من كرم القِدَم .
۶۱.قال صلى الله عليه و سلم :الإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطّلع عليه الناس، والبرُّ ما اطمأنّ به صدرك أو قلبك ۲ .
الإثم هواجس النفس، وهي يحك الصدور بنعت التنغيص والاضطراب والضيق والتشويش؛ لأنّها ثقيلة على الأرواح. والبرّ لطائف الغيب ممزوجة بنور الذكر، فتطمئن به القلوب وتنفتح به الغيوب، قال تعالى: «ألا بذكر اللّه تطمئن القلوب» .
۶۲.وقال صلى الله عليه و سلم :إن اللّه جميل يحبّ الجمال ۳ .
يحبّ جمال الباطن من المحبّة والمعرفة واليقين، وجمال الظاهر من الخشوع
1.روض الجنان و روح الجنان، ص ۷۰؛ شرح شهاب الأخبار، ص ۳۵۷؛ مسند أحمد ، ج۲ ، ص۲۹۷ و ص۳۰۴ و ص۴۰۷؛ سنن ابي داود ، ج۲ ، ص۴۷۵
2.ورد مع اختلاف يسير في التبيان، ج ۱، ص ۳۳۵؛ كنزالدقائق، ج ۲، ص ۷۰؛ مسند أحمد ، ص۱۸۲ و مستدرك الحاكم ، ج۲ ، ص۱۴ وكنزالعمّال ، ج۳ ، ص۷ وفى كل الثلاثة هكذا : «البر حسن الخلق والاثم ما حاك فى صدرك وكرهت ان يطلع الناس عليه» . أيضا مسند أحمد ، ج۴ ، ص۲۲۷ و كنزالعمّال ، ج۳ ، ص۴۳۲ وفيهما : «البر ما انشرح له صدرك والإثم ما حاك فى . . . » .
3.الكافي، ج ۶، ص ۴۳۸؛ عوالي اللئالي، ج ۱، ص ۳۲۱؛ مستدرك الحاكم ، ج۱ ، ص۲۶ و كنزالعمّال ، ج۳ ، ص۵۳۳ وفي كلاهما : «واللّه جميل يحب الجمال» .