المكنون في حقائق الكلم النبوية - صفحه 294

والخضوع. من رأى جماله يكون صاحب الجمال، ويستأنس بكلّ مليح .

۶۳.وعن أبيذرّ قال:قيل لرسول اللّه صلى الله عليه و سلم أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه؟ قال صلى الله عليه و سلم : تلك عاجل بُشرى المؤمن ۱ .
أي إنّ العبد المخلص إذا خرج من رؤية الخلق والعمل، ويعمل للّه بنعت رؤيته ومشاهدته، جزاه اللّه بالثناء الحسن في الدنيا والآخرة من ألسنة كلّ صديق، كما سأل الخليل عليه السلام قال: «واجعل لي لسان صدق في الآخرين» .

۶۴.وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال:قلت: يا رسول اللّه ، بينا أنا في بيتي في مُصَلاّي إذ دخَل عليّ رجل فأعجبني الحال التي رآني عليها. فقال صلى الله عليه و سلم : رحمك اللّه ـ أبا هريرة ـ لك أجران: أجر السِرّ ، وأجر العلانية ۲ .
هذا حال مَن بلغ صفاء الأحوال وصدق الأعمال، وافقت نفسه روحه بسقوطها عن رؤية الخلق، واطمأنّت بصفاء الذكر وفرحت بعبوديّة خالقها، فإذا ظهر حالها بالعبوديّة عند الخلق فرحت، تفرح باللّه وتتفاخر بعبوديته إذ كانت موسومة بسمة أعلام الربوبيّة .

۶۵.وقال صلى الله عليه و سلم :إنّ لكل شيء شرة، ولكلّ شرة فترة، فإن صاحبها سدّد وقارب فارجوه، وإن اُشير إليه بالإصبع فلاتعدوه ۳ .
أشار إلى نفرة النفس عن العبادة الكثيرة، فإنّ تتابع أثقالها وتراكم شدّتها على النفس شرّة إذا تجاوزت عن الحدّ، فتُفضي تلك الشرة إلى الفترة عن كلّيتها. فإذا سدّد صاحبها بنشاط القلب في العبادة، ووجدان صفائها عند مشاهدة الحقّ،

1.معاني الأخبار، ص ۳۲۲؛ وسائل الشيعة، ج۱، ص ۵۵؛ مسند أحمد ، ج۵ ، ص۱۵۷ و ص۱۶۸؛ صحيح مسلم ، ج۸ ، ص۴۴؛ كنزالعمّال ، ج۳ ، ص۶۷۶ ، ح۸۴۳۳

2.[الحقائق، ص ۸۷] البته رحمك اللّه ـ أبا هريرة ـ را ندارد.

3.قد ورد بألفاظ مختلفة في عوالي اللئالي، ج ۳، ص ۲۹۶؛ الكافي، ج۲، ص ۸۶؛ سنن الترمذي ، ج۴ ، ص۵۲؛ كنزالعمّال ، ج۳ ، ص۳۶ ، ح۵۳۴۹

صفحه از 363