أمّا الأوّل فبيانه : أنّ قدماء محدّثينا ـ كما قيل ۱ ـ جمعوا ما وصل إليهم من أحاديث أئمّتنا عليهم السلام في أربعمائة كتاب تسمّى الاُصول الأربعمائة ، ولكنّها لمّا كانت غير مبوّبة ومفصّلة ، بل كانت مختلطة تصدّى جماعة من علمائنا اللاحقين بجمع الأخبار الواردة لكلّ بابٍ في بابه ، فألّفوا كتباً مبسوطة مبوّبة ومفصّلة مشتملة على الأسانيد المتصلة بالأئمة عليهم السلام كالكافي وكتاب من لايحضره الفقيه والتهذيب والاستبصار ومدينة العلم والخصال والأمالي وعيون الأخبار .
والأربعة الأُوَل هي المتداولة في هذه الأعصار ، فالكافي لثقة الإسلام أبي جعفر محمّد بن يعقوب الكلينيّ أَلّفه في مدّة عشرين سنة كما قيل ، وكتاب من لا يحضره الفقيه تأليف رئيس المحدّثين حجّة الإسلام أبي جعفر محمّد بن علي بن بابويه القمي رحمه الله ، والتهذيب والاستبصار لشيخ الطائفة أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسيّ رحمه اللهفهؤلاء المحمّدون الثلاثة رحمهم الله أئمّة أصحاب الحديث . فلنذكر أسماءهم وكناهم وألقابهم وأوصافهم وزمان وفاتهم وتقدّم بعضهم على بعض لزيادة البصيرة :
فاعلم أنّ الشيخ أبا جعفر محمّد بن يعقوب الكلينيّ ـ على ما أُفيد ـ كان أوثق الناس في الحديث وأثبتهم وشيخ أصحابنا ۲ .
قيل : ولجلالة شأنه عدّه جماعة من علماء العامّة كابن الأثير من المجدّدين لمذهب الإماميّة على رأس المائة الثالثة بعد ما ذكر أنّ سيدنا وإمامنا أبا الحسن عليّبن موسى الرضا عليه السلام هو المجدّد لذلك المذهب على رأس المائة الثانية ۳ .
1.انظر : الذكرى ، ص ۶ ، الطبعة الحجرية .
2.الفهرست للشيخ الطوسي ، ص ۳۲۶ ، الرقم ۷۰۹؛ خلاصة الأقوال ، ص ۱۴۵ ، الرقم ۳۶
3.جامع الأصول في أحاديث الرسول ، ج ۱۱ ، ص ۳۲۳ ، الرقم ۸۸۸۱