عَصَبَهُ بِكُمْ ، فَعَلِيٌّ ضَامِنٌ لِفَلْجِكُمْ آجِلاً إِنْ لَمْ تُمْنَحُوهُ عَاجِلاً .
الشّرْحُ :
الإدْهان : المصانعة والمنافقة ، قال سبحانه : « وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ »۱ . والإيهان : مصدر أوهنتُه، أي أضعفته، ويجوز وهنته ؛ بحذف الهمزة . ونَهَجه : أوضَحه وجعله نَهْجا ، أي طريقا بيّنا . وعَصَبه بكم : ناطه بكم وجعله كالعِصابة التي تشدّ بها الرأس. والفلْج : الفوز والظفر .
وقوله : « وخابط الغيّ » كأنّه جعله والغيَّ متخابطَيْن ، يخبِط أحدهما في الآخر ؛ وذلك أشدّ مبالغة من أن تقول : خَبَط في الغَيّ ؛ لأنّ من يَخْبِط ويَخْبِطَه غيره يكون أشدّ اضطرابا ممن يخبِط ولا يخبطه غَيْرُه . وقوله : « ففرّوا إلى اللّه من اللّه » ، أي اهرُبوا إلى رحمة اللّه من عذابه .
25
الأصْلُ :
۰.ومن خطبة له عليه السلام
وقد تواترت عليه الأَخبار باستيلاءِ أَصحاب معاوية على البلاد وقدم عليه عاملاه على اليمن ، وهما عبيد اللّه بن عباس وسعيد بن نَمْرَان لما غلب عليهما بُسْرُ بن أَبي أَرْطَاة فقام عليه السلام على المنبر ضجرا بتثاقل أَصحابه عن الجهاد ، ومخالفتهم له في الرأْي ، فقال :مَا هِيَ إِلاَّ الْكُوفَةُ ، أَقْبِضُهَا وَأَبْسُطُهَا ، إِنْ لَمْ تَكُوني إِلاَّ أَنْتِ ، تَهُبُّ أَعاصِيرُك فَقبَّحَك اللّهُ !
وتمثل بقول الشاعر :
لَعَمْرُ أَبِيكَ الْخَيْرِ يَا عَمْرُو إِنَّنيعَلَى وَضَرٍ ـ مِنْ ذَا الاْءِنَاءِ ـ قَلِيلِ