233
تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج1

77

الأصْلُ :

۰.ومن كلمات كان عليه السلام يدعو بهااللَّهُمَّ اغْفِر لِي مَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي ، فَإِنْ عُدْتُ فَعُدْ عَلَيَّ بِالْمَغْفِرَةِ .
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا وَأَيْتُ مِنْ نَفْسِي ، وَلَمْ تَجِدْ لَهُ وَفَاءً عِنْدِي .
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا تَقَرَّبْتُ بِهِ إِلَيْكَ بِلِسَانِي ، ثُمَّ خَالَفَهُ قَلْبِي .
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي رَمَزَاتِ الألْحَاظِ ، وَسَقَطَاتِ الألْفَاظِ ، وَسَهَوَاتِ الْجَنَانِ ، وَهَفَوَاتِ اللِّسَانِ .

الشّرْحُ :

وأيتُ ، أي وعدت ، والوأي الوعد . ورمزات الألحاظ : الإشارة بها . والألحاظ : جمع لَحظ ، بفتح اللام ، وهو مُؤخَر العين . وسقَطات الألفاظ : لغوها ، وسهوات الجنان : غَفلاته ، والجَنان : القلْبُ . وهَفَوات اللسان : زلاّته .

78

الأصْلُ :

۰.ومن كلام له عليه السلام قاله لبعض أصحابه لما عزم على المسير إلى الخوارجوقد قال له : إن سرت يا أمير المؤمنين في هذا الوقت ، خشيت ألاّ تظفر بمرادك


تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج1
232

لَهُمْ لَأَنْفُضَنَّهُمْ نَفْضَ اللَّحَّامَ الْوِذَام التَّرِبَةَ .

قال الرضي رحمه الله :
ويروى « التراب الوَذَمَة » ، وهو على القلب ۱ .
وقوله عليه السلام : « لَيُفَوّقونَني » أي يعطونني من المال قليلاً كفُواق الناقة ، وهو الحلبة الواحدة من لبنها .
والوِذامُ التّرِبةُ : جمع وَذَمة ، وهي الحُزّة من الكرش أو الكبد تقع في التراب فتنفض .

الشّرْحُ :

اعلم أنّ أصل هذا الخبر قد رواه أبو الفرج علي بن الحسين الأصفهانيّ في كتاب « الأغاني » ۲ بإسناد رفعه إلى الحارث بن حبيش ، قال : بعثني سعيد بن العاص ـ وهو يومئذٍ أمير الكوفة من قِبَل عثمان ـ بهدايا إلى المدينة ، وبعث معي هدية إلى عليّ عليه السلام وكتب إليه : إني لم أبعثْ إلى أحدٍ أكثر مما بعثت به إليك ، إلاّ إلى أمير المؤمنين . فلما أتيت عليا عليه السلام وقرأ كتابه ، قال : « لشدَّ ما يحظر عليّ بنو أُميّة تراثَ محمد صلى الله عليه و آله وسلم ! أما واللّه لئن وليتُها لأنفضنّها نَفْضَ القَصّاب التراب الوذِمة » ۳ . ۴

1.على القلب ، أي يراد بهذه الرواية مقلوبها ، وهي الرواية الأُولى : « الوِذَام التربة » . اُلحزّة : القطعة . اللّحام : الذي يبيع اللّحم .

2.الأغاني ۱۲ : ۱۴۴ ط. دار الكتب .

3.يقسم الإمام عليه السلام لئن تولّى الخلافة ليردّن الأموال التي اغتصبها الأُمويين إلى بيت المال ، ولا يبقي شيئا منها كما ينفض القصّاب التراب عن الكرش إذا أصابه .

4.لعل المراد من بني أُمية ـ في هذه الخطبة ـ أيام الخلافة عثمان ، وما يدفعه من الغنائم للمهاجرين والأنصار ، وأنّ ما يعطيه لأمير المؤمنين (سلام اللّه عليه) دون ما يعطيه لمروان والوليد الفسقة والفجرة ، ومع ذلك فإنّي استبعد أن يكون للمال قيمة عنده عليه السلام فيشتكي من قلّتها ، ولا سيّما من بني أُميّة الأجلاف ويمكن أن يكون المراد ما يعطونه من الطاعة والإنقياد ، فيكون الفواق الكناية عن قلة الطاعة والإعراض ، وأنّهم لا يخلصون له في خلافته وإمامته . واللّه العالم ! « عن تعليقة الإمام الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء ، على شرح النهج لمحمد عبده ، مخطوط » .

  • نام منبع :
    تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج1
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 147355
صفحه از 712
پرینت  ارسال به