أَسْبَابَهَا ، وَجَعَلَهُ خَالِجاً لِأَشْطَانِهَا ، وَقَاطِعاً لمَرائِرِ أَقْرَانِهَا .
الشّرْحُ :
الضِّيق والضّيْق : لغتان ، فأمّا المصدر من « ضاق » فالضِّيق بالكسر ، لا غير . وعَدّل فيها : من التعديل وهو التقويم ، وروي : « فعدَل » ، بالتخفيف ، من العدل نقيض الظلم . والميسور والمعسور : مصدران .
ومعنى قوله عليه السلام : « ليبتليَ مَنْ أراد بميسورها ومعسورها » ، هو معنى قول النبي صلى الله عليه و آله وسلم : « إنّ إعطاء هذا المال فتنة ، وإمساكه فتنة » .
والعقابيل في الأصل : الحَلأ ، وهو قروح صغار تخرج بالشّفة من بقايا المرض . والفاقة : الفقر . وطوارق الآفات : متجدّدات المصائب ، وأصلُ الطّروق ما يأتي ليلاً . والأتراح : الغموم ، الواحد تَرَح ، وترّحه تتريحاً ، أي حزَنه . وخالجاً : جاذباً ، والخلج الجذْب ، خلجه يخلِجه بالكسر ، واختلجه ، ومنه الخليج : الحبْل ؛ لأ نّه يُجتذب به ، وسمّي خليج البحر خليجاً ؛ لأ نّه يجذَب من معظم البحر . والأشطان : الحبال ، واحدها شَطَن ، وشطنت الفرس أشطُنه ، إذا شددته بالشَّطَن . والقرائن : الحبال ، جمع قَرَن ؛ وهو من شواذّ الجموع . ومرائر القرائن : جمع مَرِير ، وهو ما لطُف وطال منها واشتدّ فتله ، وهذا الكلام من باب الاستعارة .
الأصْلُ :
۰.عَالِمُ السِّرِّ مِنْ ضَمَائِرِ الْمُضْمِرِينَ ، وَنَجْوَى الْمُتَخَافِتِينَ ، وَخَوَاطِرِ رَجْمِ الظُّنُونِ ، وَعُقَدِ عَزِيمَاتِ الْيَقِينِ ، وَمَسَارِقِ إِيمَاض الْجُفُونِ وَمَا ضَمِنَتْهُ أَكْنَانُ الْقُلُوبِ وَغَيَابَاتُ الْغُيُوبِ ، وَمَاأَصْغَتْ لاِسْتِرَاقِهِ مَصَائِخُ الْأَسْمَاعِ ، وَمَصَائِفِ الذَّرِّ ، وَمَشَاتِي الْهَوَامِّ ، وَرَجْعِ الْحَنِينِ مِنَ الْمُولَهَاتِ ، وَهَمْس الْأَقْدَامِ ، وَمُنْفَسَحِ الَّثمَرَةِ مِنْ وَلاَئِجِ غُلُفِ الْأَكْمَامِ ، وَمُنْقَمَعِ الْوُحُوش مِنْ غِيرَانِ الْجِبَالِ وَأَوْدِيَتِهَا وَمُخْتَبَاَالْبَعُوض بَيْنَ سُوقِ الْأَشْجَارِ وَأَلْحِيَتِهَا ، وَمَغْرِزِ الْأَوْرَاقِ مِنَ الْأَفْنَانِ ، وَمَحَطِّ الْأَمْشَاجِ مِنْ مَسَارِبِ الْأَصْلاَبِ ، وَنَاشِئَةِ الْغُيُومِ وَمُتَلاَحِمِهَا ، وَدُرُورِ قَطْرِ السَّحَابِ فِي مُتَرَاكِمِهَا ، وَمَا