لَهُ فَيَنْتَهِيَ ، وَلاَ آخِرَ لَهُ فَيَنْقَضِيَ .
الشّرْحُ :
البركة : كثرة الخير وزيادته ، وتبارك اللّه منه ، وبركتُ ، أي دعوتُ بالبرَكة ، وطعام بريك أي مبارك . ويحتمل « تبارك اللّه » معنيين :
أحدُهما : أنْ يُراد : تبارك خَيْره وزادت نعمته وإحسانه ، وهذا دعاء .
وثانيهما : أن يُراد به : تزايد وتعالٍ في ذاته وصفاته عن أن يُقاس به غيره ، وهذا تمجيد .
قوله عليه السلام : « لا يبلغه بعد الهمم » أي بعد الأفكار والأنظار ، عبّر عنها بالهمم لمشابهتها إياها . وحَدْس الفِطَن : ظنّها وتخمينها ، حَدَست أحدِس ، بالكسر . ويُسأل عن قوله : « لا غاية له فينتهي ، ولا آخر له فينقضِي » ، فيقال : إنما تدخل الفاء فيما إذا كان الثاني غير الأول ، وكقولهم : ما تأتينا فتحدثَنا ، وليس الثاني هاهنا غير الأول ؛ لأنّ الانقضاء هو الآخرية بعينها ، فكأنه قال : لا آخر له ، فيكون له آخر ، وهذا لغْو ؛ وكذلك القول في اللفظة الأُولى .
وينبغي أن يقال في الجواب : إن المراد : لا آخر له بالإمكان والقوّة فينقضي بالفعل فيما لا يزال ، ولا هو أيضا ممكن الوجود فيما مضى ، فيلزم أن يكون وجوده مسبوقاً بالعدم ، وهو معنى قوله : « فينتهي » بل هو واجب الوجود في حالين : فيما مضى وفي المستقبل ، وهذان مفهومان متغايران ، وهما العدم وإمكان العدم ؛ فاندفع الإشكال .
الأصْلُ :
۰.ومنها :فَاسْتَوْدَعَهُمْ فِي أَفْضَلِ مُسْتَوْدَعٍ ، وَأَقَرَّهُمْ فِي خَيْرِ مُسْتَقَرٍّ ، تَنَاسَخَتْهُمْ كَرَائِمُ الْأَصْلاَبِ إِلَى مُطَهَّرَاتِ الْأَرْحَامِ؛ كُلَّمَا مَضَى مِنْهُمْ سَلَفٌ ، قَامَ مِنْهُمْ بِدِينِ اللّهِ خَلَفٌ . حَتَّى أَفْضَتْ كَرَامَةُ اللّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى إِلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ ؛ فَأَخْرَجَهُ مِنْ أَفْضَلِ الْمَعَادِنِ مَنْبِتاً ، وَأَعَزِّ الْأَرُومَاتِ مَغْرِساً ؛ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي صَدَعَ مِنْهَا أَنْبِيَاءَهُ ، وَانْتَجَبَ مِنْهَا أُمَنَاءَهُ . عِتْرَتُهُ خَيْرُ الْعِتَرِ ، وَأُسْرَتُهُ خَيْرُ الْأُسَرِ ، وَشَجَرَتُهُ خَيْرُ