الأصْلُ :
۰.منها في ذكر النبي صلى الله عليه و آله وسلمحَتَّى أَوْرَى قَبَساً لِقَابِس ، وَأَنَارَ عَلَماً لِحَابِس فَهُوَ أَمِينُكَ الْمَأْمُونُ ، وَشَهِيدُكَ يَوْمَ الدِّينِ ، وَبَعِيثُكَ نِعْمةً وَرَسُولُكَ بِالْحقِّ رَحْمَةً .
اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَهُ مَقْسَماً مِنْ عَدْلِكَ ، وَاجْزِهِ مُضَعَّفَاتِ الْخَيْرِ مِنْ فَضْلِكَ . اللَّهُمَّ أَعْلِ عَلَى بِنَاءِ الْبَانِينَ بِنَاءَهُ ! وَأَكْرِمْ لَدَيْكَ نُزُلَهُ ، وَشَرِّفْ عِنْدَكَ مَنْزِلَهُ وَآتِهِ الْوَسِيلَةَ ، وَأَعْطِهِ السَّنَاءَ وَالْفَضِيلَةَ ، وَاحْشُرْنَا فِي زُمْرَتِهِ غَيْرَ خَزَايَا ، وَلاَ نَادِمِينَ ، وَلاَ نَاكِبِينَ ، وَلاَ نَاكِثِينَ ، وَلاَ ضَالِّينَ ، وَلاَ مُضِلِّينَ ، وَلاَ مَفْتُونِينَ!
قال الرضي رحمه الله :
وَقَدْ مَضَى هَذَا الكَلاَمُ فِيما تقَدَّمَ ، إلاّ أنّنا كَرّرْناهُ ها هنا لِمَا فِي الرِّوَايَتَيْنِ مِنَ الاختِلاَفِ .
الشّرْحُ :
قبساً ، منصوب بالمفعولية ، أي أوْرَى رسول اللّه صلى الله عليه و آله قَبَسا ، والقَبَس : شعلة من النار ، والقابس : طالب الاستصباح منها ، والكلام مجاز ، والمراد الهداية في الدين . وعلَماً ، منصوب أيضا بالمفعولية ، أي وأنار رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمعَلما . لحابس ، أي نصب لمن قد حَبَس ناقته ـ ضلالاً ، فهو يخبط لا يدري كيف يهتدي إلى المنهج ـ علما يهتدي به . والبعيث : المبعوث . ومقسما : نصيباً ، وإن جعلتَه مصدرا جاز . والنُّزُل : طعام الضيف . والوسيلة : ما يتقرّب به ، وقد فسر قولهم في دعاء الأذان : « اللّهم آته الوسيلة » ، بأنها درجة رفيعة في الجنّة . والسّناء بالمد : الشرف . وزمرته : جماعته . وخزايا : جمع خزيان ، وهو الخَجِل المسْتحي ، مثل سكران وسكارى ، وحيران وحيارى ، وغَيْران وغَيَارَى . وناكبين ، أي عادلين عن الطريق . وناكثين ، أي ناقضين للعهد .