الدار بالسهام . ورووا أيضا أنّ الزبير كان يقول : اقتلوه فقد بدّل دينكم . فقالوا : إن ابنك يحامِي عنه بالباب ، فقال : ما أكره أن يقتَل عثمان ولو بُدِئ بابني ؛ إن عثمان لجيفةٌ على الصراط غدا .
ثم قال عليه السلام : إن كنت شريكَهم في دم عثمان ؛ فإن لهم نصيبَهم منه ، فلا يجوز لهم أن يطلبوا بدمه وهم شركاء فيه ، وإن كانوا وَلُوه دوني ، فهم المطلوبون إذَنْ به لا غيرهم . ثم قال : وإنّ أوّل عدلهم لَلْحُكم على أنفسهم ؛ يقول : إنّ هؤلاء خرجوا ونقضوا البيْعة ، وقالوا : إنّما خرجنَا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وإظهار العدل وإحياء الحقّ وإماتة الباطل ، وأوّل العدل أن يحكُموا على أنفسهم ؛ فإنّه يجب على الإنسان أن يقضيَ على نفسه ثم على غيره ، وإذا كان دم عثمان قبلهم ، فالواجب أن ينكروا على أنفسهم قبل إنكارهم على غيرهم . قال ؛ وإن معي لبصيرتي ، أي عقلي ؛ ما لبَسْتُ على الناس أمرهم ولا لُبِس الأمر عليّ ، أي لم يلبسه رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم عليّ بل أوضحه لي وعرّفنيه . ثم قال : وإنها للفئة الباغية ؛ لام التعريف في « الفئة » تشعِر بأنّ نصّا قد كان عنده : أنه ستخرج عليه فئة باغية ، ولم يعيَّن له وقتها ولا كلّ صفاتها ، بل بعض علاماتها ، فلما خرج أصحاب الجمل ورأى تلك العلاماتِ موجودة فيهم ؛ قال : وإنّها للفئة الباغية ، أي وإنّ هذه الفئة ، أي الفئة التي وُعِدت بخروجها عليّ ، ولولا هذا لقال : « وإنها لفئة باغية » ، على التنكير .
ثم ذكر بعض العلامات ، فقال : إنّ الأمر لواضح ، كلّ هذا يؤكّد به عند نفسه وعند غيره أنّ هذه الجماعة هي تلك الفئة الموعود بخروجها ، وقد ذهب الباطلُ وزاحَ ، وخرِس لسانه بعد شَغْبه . ثم أقسم ليملأنّ لهم حوضاً هو ماتحه ، وهذه كناية عن الحرب والهيجاء وما يتعقّبهما من القتل والهلاك . لا يصدرون عنه بريّ ، أي ليس كهذه الحياض الحقيقية التي إذا وَرَدَها الظمآن صَدَر عن رِيّ ونقع غليله ، بل لا يصدُرون عنه إلاّ وهم جَزَر السّيوف ، ولا يعبّون بعده في حِسْي لأنهم هلكوا ، فلا يشربون بعده البارد العذْب .
الأصْلُ :
۰.منه :فَأَقْبَلْتُمْ إِلَيَّ إِقْبَالَ الْعُوذِ الْمَطَافِيلِ عَلَى أَوْلاَدِهَا ، تَقُولُونَ : الْبَيْعَةَ الْبَيْعَةَ ! قَبَضْتُ