في كلّ ما تفعله ، فاستظهرَ عليهم بهذه الوصية ، وقال لهم : إذا ابتذلت الدولة ، فالزموا الكتاب والسنَّة ، والعهد الذي فارقتُكم عليه .
139
الأصْلُ :
۰.ومن كلام له عليه السلام في وقت الشورىلَنْ يُسْرِعَ أَحَدٌ قَبْلِي إِلَى دَعْوَةِ حَقٍّ ، وَصِلَةِ رَحِمٍ ، وَعَائِدَةِ كَرَمٍ . فَاسْمَعُوا قَوْلِي ، وَعُوا مَنْطِقِي؛ عَسَى أَنْ تَرَوْا هذَا الْأَمْرَ مِنْ بَعْدِ هذَا الْيَوْمِ تُنْتَضَى فِيهِ السُّيُوفُ ، وَتُخَانُ فِيهِ الْعُهُودُ ، حَتَّى يَكُونَ بَعْضُكُمْ أَئِمَّةً لِأَهْلِ الضَّلاَلَةِ ، وَشِيعَةً لِأَهْلِ الْجَهَالَةِ .
الشّرْحُ :
هذا من جملة كلام قاله عليه السلام لأهل الشورى بعد وفاة عمر .
[ ثم إنّ ابن أبي الحديد أورد من حديث الشورى العمريّة ممّا لم يذكره سابقا ، وهو من رواية عوانة ، عن اسماعيل بن أبي خالد ، عن الشعبي في كتاب « الشورى » و « مقتل عثمان » ، ونحن نكتفي بهذا المقطع الذي يلخص قصة الشورى] :
قال الشعبيّ : واجتمع أهلُ الشورى عَلى أن تكونَ كلمتُهم واحدة على مَنْ لم يبايع ، فقاموا إلى عليّ ، فقالوا : قم فبايع عثمان ، قال : فإنْ لم أفعل ، قالوا : نجاهدُك ، قال : فمشى إلى عثمان حتى بايَعه ؛ وهو يقول : صدق اللّه ورسوله . فلما بايع أتاه عبدُ الرحمن بن عوف ، فاعتذَر إليه ؛ وقال : إن عثمان أعطانا يده ويمينه ، ولم تفعل أنت ، فأحببتُ أن أتوثّق للمسلمين ، فجعلتُها فيه ، فقال : إيها عنك ! إنّما آثرتَه بها لتنالها بعده ، دقّ اللّه بينكما عطرَ مَنْشِم .
العائدة : الصلة والمعروف والمنفعة ، وعوا : أمرٌ مفرده من وعى الحديث إذا حفظه وتدبّره تنتضي : تسل .