على أسيافهم التي جَرّدوها للحرب .
الأصْلُ :
۰.حَتَّى إِذَا قَبَضَ اللّهُ رَسُولَهُ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، رَجَعَ قَوْمٌ عَلَى الْأَعْقَابِ ، وَغَالَتْهُمُ السُّبُلُ ، وَاتَّكَلُوا عَلَى الْوَلاَئِجِ ، وَوَصَلُوا غَيْرَ الرَّحِمِ ، وَهَجَرُوا السَّبَبَ الَّذِي أُمِرُوا بِمَوَدَّتِهِ ، وَنَقَلُوا الْبِنَاءَ عَنْ رَصِّ أَسَاسِهِ ، فَبَنَوْهُ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ .
مَعَادِنُ كُلِّ خَطِيئَةٍ ، وَأَبْوَابُ كُلِّ ضَارِبٍ فِي غَمْرَةٍ . قَدْ مَارُوا فِي الْحَيْرَةِ ، وَذَهَلُوا فِي السَّكْرَةِ ، عَلَى سُنَّةٍ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ : مِنْ مُنْقَطِعٍ إِلَى الدُّنْيَا رَاكِنٍ ، أَوْ مُفَارِقٍ لِلدِّينِ مُبَايِنٍ .
الشّرْحُ :
رجعوا على الأعقاب : تركوا ما كانوا عليه ، قال سبحانه : « وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللّهَ شَيْئا »۱ . وغالتْهم السُّبُل : أهلكَهُم اختلاف الآراءِ والأهواء ، غاله كذا ، أي أهلكه ، والسُّبُل : الطرق . والولائج : جمع وَلِيجة ، وهي البِطَانة يتّخذها الإنسان لنفسه ، قال سبحانه : « وَلَم يتّخِذُوا مِنْ دُونِ اللّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً »۲ . ووصلوا غير الرَّحِم ، أي غير رحِم الرسول صلى الله عليه و آله وسلم ، فذكرها عليه السلام ذِكْرا مطلقا غير مضاف للعلْم بها ، كما يقول القائل : « أهل البيت » ، فيعلم السامع أنه أراد أهلَ بيت الرسول . وهَجَرُوا السبب ، يعني أهلَ البيت أيضا ؛ وهذه إشارة إلى قول النبي صلى الله عليه و آله وسلم : « خَلَّفْتُ فيكم الثَّقَليْن : كتاب اللّه وعِترتي أهل بيتي ؛ حبْلان ممدودان من السماء إلى الأرض ، لا يفترقان حتى يرِدَا عليّ الحوض » ۳ ، فعبّر أمير