صحيح ومدلول عليه ؛ لأ نّه عالم فيما لم يزل وليس شيء من الأشياء بموجود ، وهو ربّ كلّ شيء قبل أن يخلقه ، كما تقول إنّه سميع بصير قبل أن يدرك المسموعات والمبصَرات ، أي قبل أن يخلقها ، وقادر على الأشياء قبل كونها ؛ لأ نّه يستحيل حال كونها أن تكون مقدورة ، لاستحالة إيجاد الموجود .
وقد شرحنا كل هذه المسائل التوحيدية في كتبنا المصنّفة في علم الكلام .
الأصْلُ :
۰.منها :قَدْ طَلَعَ طَالِعٌ ، وَلَمَعَ لاَمِعٌ ، وَلاَحَ لاَئِحٌ ، وَاعْتَدَلَ مَائِلٌ؛ وَاسْتَبْدَلَ اللّهُ بِقَوْمٍ قَوْماً ، وَبِيَوْمٍ يَوْماً ؛ وَانْتَظَرْنَا الْغِيَرَ انْتِظَارَ الْمُـجْدِبِ الْمَطَرَ .
وَإِنَّمَا الأَئِمَّةُ قُوَّامُ اللّهِ عَلَى خَلْقِهِ ، وَعُرَفَاؤهُ عَلَى عِبَادِهِ؛ وَلاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ عَرَفَهُمْ وَعَرَفُوهُ ، وَلاَ يَدْخُلُ النَّارَ إِلاَّ منْ أَنْكَرَهُمْ وَأَنْكَرُوهُ .
إِنَّ اللّهَ تَعَالَى خَصَّكُمْ بِالاْءِسْلاَمِ ، وَاسْتَخْلَصَكُمْ لَهُ ، وَذلِكَ لِأَنَّهُ اسْمُ سَلاَمَةٍ ، وَجِمَاعُ كَرَامَةٍ . اصْطَفَى اللّهُ تَعَالَى مَنْهَجَهُ ، وَبَيَّنَ حُجَجَهُ ، مِنْ ظَاهِرِ عِلْمٍ ، وَبَاطِنِ حِكَمٍ ، لاَ تَفْنَى غَرَائِبُهُ ، وَلاَ تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ .
فِيهِ مَرَابِيعُ النِّعَمِ ، وَمَصَابِيحُ الظُّلَمْ ، لاَ تُفْتَحُ الْخَيْرَاتُ إِلاَّ بِمَفَاتِيحِهِ ، وَلاَ تُكْشَفُ الظُّلُماتُ إِلاَّ بِمَصَابِيحِهِ . قَدْ أَحْمَى حِمَاهُ ، وَأَرْعَى مَرْعَاهُ . فِيهِ شِفَاءُ المُشتَفِي ، وَكِفَايَةُ الْمُكْتَفِي .
الشّرْحُ :
هذه خطبة خطب بها بعد قتل عثمان حين أفضت الخلافة إليه .
قد طلع طالع ، يعني عَوْد الخلافة إليه ، وكذلك قوله : « ولمع لامع ، ولاح لائح » ؛ كلّ هذا يراد به معنىً واحد . واعتدل مائل ، إشارة إلى ما كانت الأُمور عليه من الاعوجاج في أواخر أيام عثمان ، واستبدل اللّه بعثمان وشيعته عليّا وشيعتَه ، وبأيام ذاك أيام هذا . ثم قال :