المَثل » واحد الأمثال ، أي هذا الحكْم بعدم المغفرة لمن أتى شيئا من هذه الأشياء عامّ ؛
والواحد منها دليل على ما يماثله ويشابهه .
ثم أراد عليه السلام أن يومئ إلى ذكر النّساء للحال التي كان وقع إليها من استنجاد أعدائه بامرأة ؛ فذكر قبل ذكر النساء أنواعا من الحيوان ، تمهيدا لقاعدة ذِكر النساء ، فقال : إنّ البهائم همّها بطونها ، كالحُمر والبقر والإبل الغَنم ، وإنّ السّباع همّها العدوان عَلَى غيرها ؛ كالأسود الضارية والنمور والفهود والبُزاة والصّقور . ثم قال : وإن النساء همّهنّ زينة الحياة الدنيا والفساد فيها .
ثم ذكر عليه السلام خصائص المؤمن ، فقال : إنّ المؤمنين مستكينون ؛ استكان الرجلُ ، أي خَضَع وذلّ . إنّ المؤمنين مشفقون ، التقوى رأس الإيمان كما ورد في الخبر . ثم قال : « إن المؤمنين خائفون » ؛ هو الأول وإنما أكّده ، والتأكيد مطلوب في باب الخطابة .
154
الأصْلُ :
۰.ومن خطبة له عليه السلاموَنَاظِرُ قَلْبِ اللَّبِيبِ بِهِ يُبْصِرُ أَمَدَهُ ، وَيَعْرِفُ غَوْرَهُ وَنَجْدَهُ . دَاعٍ دَعَا ، وَرَاعٍ رَعَى ، فَاسْتَجِيبُوا لِلدَّاعِي ، وَاتَّبِعُوا الرَّاعِيَ .
الشّرْحُ :
يقول : إنّ قلب اللبيب له عين يبصر بها غايتَه التي يجري إليها ، ويعرف من أحواله المستقبَلة ما كان مرتفعا أو منخفضا ساقطا . والنَّجْد : المرتفع من الأرض ، ومنه قولهم للعالم بالأُمور : « طَلاّع أنجُد » . ثم قال : « داعٍ دعا » ؛ موضع « داعٍ » رفع ؛ لأ نّه مبتدأ محذوف الخبر ، تقديره : « في الوجود داع دعا ، وراعٍ رعى » ؛ ويعنى بالدّاعي رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، وبالراعي نفسَه عليه السلام .