فتنشقّ ولا كثيفة فتثقلها عن الطيران . ثم من ولدها إذا طارت احتملته وهو لاصق بها ، فإذا وقعت وقع ملتصقاً بها هكذا ، إلى أن يشتدّ ويقوى على النهوض فيفارقها .
156
الأصْلُ :
۰.ومن كلام له عليه السلام خاطب به أهل البصرة على جهة اقتصاص الملاحمفَمَنِ اسْتَطَاعَ عِنْدَ ذلِكَ أَنْ يَعْتَقِلَ نَفْسَهُ عَلَى اللّهِ ، فَلْيَفْعَلْ . فَإِنْ أَطَعْتُمُوني فَإِني حَامِلُكُمْ إِنْ شَاءَ اللّهُ عَلَى سَبِيلِ الْجَنَّةِ ، وَإِنْ كَانَ ذَا مَشَقَّةٍ شَدِيدَةٍ وَمَذَاقَةٍ مَرِيرَةٍ . وَأَمَّا فُـلاَنَةُ فَأَدْرَكَهَا رَأيُ النِّسَاءِ ، وَضِغْنٌ غَـلاَ فِي صَدْرِهَا كَمِرْجَلِ الْقَيْنِ ، وَلَوْ دُعِيَتْ لِتَنَالَ مِنْ غَيْرِي مَا أَتَتْ إِلَيَّ ، لَمْ تَفْعَلْ . وَلَهَا بَعْدُ حُرْمَتُهَا الأُولى ، وَالْحِسَابُ عَلَى اللّهِ .
الشّرْحُ :
يعتقل نفسه على اللّه : يحبسها على طاعته . ثم ذكر أنّ السبيل التي حملهم عليها وهي سبيل الرشاد ؛ ذات مشقّة شديدة ومذاقة مريرة ؛ لأنّ الباطل محبوب النفوس ، فإنه اللهو واللّذة ، وسقوط التكليف ؛ وأما الحقّ فمكروه النفس ؛ لأنّ التكليف صعب وترك الملاذّ العاجلة ، شاقّ شديد المشقَّة . والضِّغن : الحقد . والمِرْجل : قِدْر كبيرة . والقيْن : الحداد ، أي كَغَليان قِدْر من حديد .
وفلانة كناية عن أُمّ المؤمنين عائشة ، أبوها أبو بكر ، وأُمّها أُم رُومان ابنة عامر تزوّجها رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم قبل الهجرة بسنتين ، وبنى عليها بالمدينة . وتوفيت في سنة سبع وخمسين للهجرة ، وعمرها أربع وستون سنة ، ودفنت بالبَقيع . فأمّا قوله : « فأدركها رأيُ النساء » ، أي ضعف آرائهنّ . وقد جاء في الخبر : « لا يفلح قوم أسندوا أمرَهم إلى امرأة » .