قوله : « وحفّاظ صدق »؛ يعني الملائكة الكاتبين، لا يُعتصم منهم بسترة ولا ظلام ليل . قوله : « وإنّ غداً من اليوم قريب » ، ومنه قول القائل : فإنّ غَداً لناظِرِهِ قَرِيب والصيحة : نفخة الصُّور . وزاحت الأباطيل : بعدت . واضمحلّت : تلاشت وذهبت . قوله : « واستحقّت » ، أي حقت ووقعت ، استفعل بمعنى « فعل » ، كقولك : استمرّ على باطله ، أي مَرّ عليه . وصدرت بكم الأُمور مصادرها ، كلّ وارد فله صَدَر عن مورده ، وصدَر الإنسان عن موارد الدنيا : الموت ثم البعث .
159
الأصْلُ :
۰.ومن خطبة له عليه السلامأرْسَلَهُ عَلَى حِينِ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ ، وَطُولِ هَجْعَةٍ مِنَ الْأُمَمِ ، وَانْتِقَاضٍ مِنَ الْمُبْرَمِ ؛ فَجَاءَهُمْ بِتَصْدِيقِ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَالنُّورِ الْمُقْتَدَى بِهِ . ذلِكَ الْقُرْآنُ فَاسْتَنْطِقُوهُ ، وَلَنْ يَنْطِقَ ، وَلَكِنْ أُخْبِرُكُمْ عَنْهُ ... أَلاَ إِنَّ فِيهِ عِلْمَ مَا يَأتِي ، وَالْحَدِيثَ عَنِ الْمَاضِي ، وَدَوَاءَ دَائِكُمْ ، وَنَظْمَ مَا بَيْنَكُمْ .
الشّرْحُ :
الهجْعة : النَّوْمة الخفيفة ؛ وقد تستعمل في النّوْم المستغرَق أيضا والمبرَم : الحبل المفتول . والذي بين يديه : التوراة والإنجيل .
فإن قلت : التوراة والإنجيل قبله ، فكيف جعلهما بين يديه؟
قلت : أحد جزأي الصلة محذوف وهو المبتدأ ؛ والتقدير : بتصديق الذي هو بين يديه ؛ وهو ضمير القرآن ، أي بتصديق الذي القرآن بين يديه ؛ وحذف أحد جزأي الصلة هاهنا ، ثم حذفه في قوله تعالى : « تَمَاما عَلَى الَّذِي أحْسَنَ وَتَفْصِيلاً »۱ ، في قراءة مَنْ جعله اسماً