الشّرْحُ :
أحطت بجُهدي من ورائكم : حميتُكم وحضَنْتُكم . والجُهْد ، بالضمّ الطاقة . الرِّبَق جمع رِبْقة ، وهي الحبل يُرْبَق به البهم . وحلَق الضيم : جمع حَلْقة ، بالتسكين ، ويجوز : « حِلق » بكسر الحاء وحِلاق .
فإن قلت : كيف يجوز له أن يطرق ويغضِي عن المنكر؟
قلت : يجوز له ذلك إذا علم أو غلب على ظنّه أ نّه إن نهاهم عنه لم يرتدعوا ، وأضافوا إليه منكرا آخر ، فحينئذٍ يخرج الإطراق والإغضاء عن حدّ الجواز إلى حدّ الوجوب ؛ لأنّ النهي عن المنكر يكون والحالة هذه مفسدة ۱ .
161
الأصْلُ :
۰.ومن خطبة له عليه السلامأَمْرُهُ قَضَاءٌ وَحِكْمَةٌ ، وَرِضَاهُ أَمَانٌ وَرَحْمَةٌ ، يَقْضِي بِعِلْمٍ ، وَيَعْفُو بحِلْمٍ .
اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا تَأْخُذُ وَتُعْطِي ، وَعَلَى مَا تُعَافي وَتَبْتَلِي ؛ حَمْداً يَكُونُ أَرْضَى الْحَمْدِ لَكَ ، وَأَحَبَّ الْحَمْدِ إِلَيْكَ ، وَأَفْضَلَ الْحَمْدِ عِنْدَكَ . حَمْداً يَمْلَأُ مَا خَلَقْتَ ، وَيَبْلُغُ مَا أَرَدْتَ . حَمْداً لاَ يُحْجَبُ عَنْكَ ، وَلاَ يُقْصَرُ دُونَكَ . حَمْداً لاَ يَنْقَطِعُ عَدَدُهُ ، وَلاَ يَفْنَى مَدَدُهُ ، فَلَسْنَا نَعْلَمُ كُنْهَ عَظَمَتِكَ إِلاَّ أنّا نَعْلَمُ أَنَّكَ حَيٌّ قَيُّومٌ ، لاَ تَأْخُذُكَ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ . لَمْ يَنْتَهِ إِلَيْكَ نَظَرٌ ، وَلَمْ يُدْرِكْكَ بَصَرٌ . أَدْرَكْتَ الْأَبْصَارَ ،