« الظلماء » ، ويكون « الصفا » في أدراج الكلام أُسْوة بكلمة من الكلمات . والذّرّ : صغار الّنمل . ويعلم مساقط الأوراق ، من قوله تعالى : « وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إلاَّ يَعْلَمُهَا »۱ . وطَرْف الأحداق : مصدر طرَف البصر يطرُف طَرْفاً ، إذا انطبق أحدُ الجفنين على الآخر ؛ ولكونه مصدرا وقع على الجماعة كما وقع على الواحد ، فقال عليه السلام : « طَرْف الأحداق » ، كما قال سبحانه : « لاَ يَرْتَدُّ إليْهِمْ طَرْفُهُمْ »۲ . وغير معدول به : غير مسوًّى بينه وبين أحد . والدِّخلة ، بكسر الدال : باطن الأمر ، ويجوز الدُّخْلَة بالضمّ . والمعتام : المختار . والعِيمة بالكسر : خِيارُ المال ؛ اعتام الرجل ، إذا أخذَ العِيمة . والعقائل : جمع عقِيلة ، وهي كريمة كلّ شيء من الناس والإبل وغير ذلك ، ويقال للدرّة عقيلة البحر . وأشراط الهدى : علاماته ، ومنه أشراط الساعة قال تعالى : « فَقَد جَاء أشْرَاطُها »۳ . والغِربيب : الأسود الشّديد السواد . ويُجلى به غربيب العمى : تُكشَفُ به ظُلَم الضلال ، وتستنير بهدايته . وقوله تعالى : « وَغَرابِيبُ سُودٌ »۴ ، ليس على أنّ الصفة قد تقدّمت على الموصوف ، بل يجعل السود بدلاً من الغرابيب .
فإن قلت : الهاء في « حقائقه » إلى ماذا ترجع؟
قلت : إلى البارئ سبحانه ، وحقائقه حقائق توحيده وعدله ، فالمضاف محذوف ، ومعنى حقائق توحيده : الأُمور المحقّقة اليقينيّة التي لا تعتريها الشكوك ، ولا تتخالجها الشّبه .
الأصْلُ :
۰.أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ الدُّنْيَا تَغُرُّ الْمُؤمِّلَ لَهَا وَالْمُخْلِدَ إِلَيْهَا ، وَلاَ تَنْفَسُ بِمَنْ نَافَسَ فِيهَا ، وَتَغْلِبُ مَنْ غَلَبَ عَلَيْهَا . وَايْمُ اللّهِ ، مَا كَانَ قَوْمٌ قَطُّ فِي غَضِّ نِعْمَةٍ مِنْ عَيْشٍ فَزَالَ عَنْهُمْ إِلاَّ بِذُنُوبٍ اجْتَرَحُوهَا ؛ لأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَـلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ .
وَلَوْ أَنَّ النَّاسَ حِينَ تَنْزِلُ بِهِمُ النِّقَمُ ، وَتَزُولُ عَنْهُمُ النِّعَمُ ، فَزِعُوا إِلَى رَبِّهِمْ بِصِدْقٍ مِنْ نِيَّاتِهمْ ، وَوَلَهٍ مِنْ قُلُوبِهمْ ، لَرَدَّ عَلَيْهِمْ كُلَّ شَارِدٍ ، وَأَصْلَحَ لَهُمْ كُلَّ فَاسِدِ . وَإِنِّي