الأصْلُ :
۰.وَفَرَضَ عَلَيْكُمْ حَجَّ بَيْتِهِ الْحَرَامِ ، الَّذِي جَعَلَهُ قِبْلَةً لِلْأَنامِ ، يَرِدُونَهُ وُرُودَ الْأَنْعَامِ ، وَيَأْلَهُونَ إلَيْهِ وُلُوهَ الْحَمَامِ ، وَجَعَلَهُ سُبْحَانَهُ عَلاَمَةً لِتَوَاضُعِهمْ لِعَظَمَتِهِ ، وَإذْعَانِهمْ لِعِزَّتِهِ ، وَاخْتَارَ مِنْ خَلْقِهِ سُمَّاعا أَجَابُوا إلَيْهِ دَعْوَتَهُ وَصَدَّقُوا كَلِمَتَهُ ، وَوَقَفُوا مَوَاقِفَ أَنْبِيَائَـهِ ، وَتَشَبَّهُوا بِمَلاَئَكَتِهِ الْمُطِيفِينَ بِعَرْشِهِ . يُحْرِزُونَ الْأَرْبَاحَ في مَتْجَرِ عِبادَتِهِ ، وَيَتَبادَرُونَ عِنْدَهُ مَوْعِدَ مَغْفِرَتِهِ ، جَعَلَهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لِلإِسْلاَمَ عَلَما ، وَلِلْعَائِذِينَ حَرَما ، فَرَضَ حَقَّهُ وَأَوْجَبَ حَجَّهُ ، وَكَتَبَ عَلَيْكُمْ وِفَادَتَهُ ۱ ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ : « وَللّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ »۲ .
الشّرْحُ :
الوَله : شدة الوجْد ؛ حتى يكاد العقل يذهب ، ولَهَ الرجل يَوْلَهَ ولَها . ومن روى : « يألهون إليه وُلوه الحمام » فسّره بشيء آخر ، وهو يعكُفون عليه عُكوف الحمام ، وأصل « أَلَه » عبَد ، ومنه الإله ، أي المعبود . ولما كان العكوف على الشيء كالعبادة له لملازمته والانقطاع إليه قيل : ألَه فلان إلى كذا ، أي عكَف عليه كأنه يعبده .
2
الأصْلُ :
۰.ومن خطبة له عليه السلام بعد انصرافه من صفينأَحْمَدُهُ اسْتِتْمَاما لِنِعْمَتِهِ ، وَاسْتِسْلاَما لِعِزَّتِهِ ، وَاسْتِعْصَاما مِنْ مَعْصِيَتِهِ وَأَسْتَعِينُهُ