بادرته .
قوله عليه السلام : « ويكثر العِثار فيها ، والاعتذار منها » ، يقول : ليست هذه الجهة جَدَدا مَهْيَعا ، بل هي كطريق كثيرة الحجارة ، لا يزال الماشي فيه عاثرا . وأما « منها » في قوله عليه السلام : « والاعتذار منها » ، فيمكن أن تكون « مِنْ » على أصلها ، يعني أنّ عمر كان كثيرا ما يحكُم بالأمر ثم ينقضُه ، ويفتِي بالفُتْيا ثم يرجع عنها ، ويعتذر مما أفتى به أولاً .
والصَّعْبة من النوق : ما لم تُرْكَبُ ولم تُرَضْ ، إنْ أشنَق لها راكبها بالزمام خرم أنفها ، وإن أسلس زمامها تقحّم في المهالك فألقته في مَهْواة أو ماء أو نار ، أو نَدّت فلم تقف حتى تُردِيَه عنها فَهلك . وأشنَقَ الرَّجُل ناقتَه ، إذا كفّها بالزمام ، وهو راكبها ، واللغة المشهورة شنق ، ثلاثية .
وقال الرضيُّ أبو الحسن رحمه اللّه تعالى : إنما قال عليه السلام : أشنَقَ لها ، ولم يقل : « أشنقها » ، لأنّه جعل ذلك في مقابلة قوله : « أسلس لها » وهذا حسن ، فإنّهم إذا قصدوا الإزدواج في الخطابة فعلوا مثل هذا .
قوله عليه السلام : « فمنِيَ النَّاسُ » أي بُلِيَ الناس . والخَبْط : السَّيْر على غير جَادّة ، والشِّماس : النِّفار . والتلوّن : التبدُّل . والاعتراض : السيرُ لا على خط مستقيم ، كأنّه يسير عَرْضاً في غضون سيره طولاً ، وإنما يفعلُ ذلك البعير الجامح الخابط . وبعيرٌ عُرْضِيّ : يعترض في مسيره ؛ لأنّه لم يتم رياضته ، وفي فلان عُرْضِيّة ، أي عَجْرفة وصُعوبة .
الأصْلُ :
۰.حَتَّى إذَا مَضَى لِسَبِيلِهِ ، جَعَلَهَا في جَمَاعَةٍ زَعَمَ أَنِّي أَحَدُهُمْ ؛ فَيَا للّهِ وَلِلشُّورَى ۱ !