الشّرْحُ :
اللام في « ياللّه » مفتوحة ، واللام في « ولِلشورى » مكسورة ؛ لأنّ الأُولى للمدعوّ ، والثانية للمدعوّ إليه . وأسفَّ الرجل ، إذا دخل في الأمر الدنيء ، أصله من « أسفَّ الطائر » إذا دنا من الأرض في طيرانه . والضغن : الحقد . وقوله : « مع هن وهن » ، أي مع أُمور يكنّي عنها ولا يصرّح بذكرها ، وأكثر ما يستعمل ذلك في الشر .
يقول عليه السلام : إنّ عمر لما طُعن جعل الخلافة في ستّة ، هو عليه السلام أحدهم ، ثم تعجب من ذلك ، فقال : متى اعترض الشك فيّ مع أبي بكر ، حتى أُقرن بسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن ابن عوف وأمثالهما ! لكنّي طلبت الأمر وهو موسوم بالأصاغر منهم ، كما طلبته أولاً وهو موسوم بأكابرهم ، أي هو حقي فلا أستنكف من طلبه ، إن كان المنازع فيه جليل القدر أو صغير المنزلة . وصغا الرجل بمعنى مال ، الصغو : الميل ، بالفتح والكسر . أمّا قوله عليه السلام « فصغا رجل منهم لضِغْنه » ، فإنه يعني طلحة . وأمّا قوله : « ومال الآخرُ لصِهْره » فإنّه يعني عبدَ الرحمن مال إلى عثمان ؛ لأنّ أمّ كلثوم بنت عُقْبة بن أبي معيط كانت تحتَه ، وأمّ كلثوم هذه هي أخت عثمان مِن أُمّه ، أرْوَى بنت كُرَيز .
الأصْلُ :
۰.إلَى أَنْ قَامَ ثَالِثُ الْقَوْمِ نَافِجا حِضْنَيْهِ ، بَيْنَ نَثِيلِهِ وَمُعْتَلَفِهِ وَقَامَ مَعَهُ بَنُو أَبِيهِ يَخْضِمُونَ مَالَ اللّهِ خَضْمَ الاْءِبِلِ نِبْتَةَ الرَّبِيعِ ، إلَى أَنِ انْتَكَثَ فَتْلُهُ ، وَأَجْهَزَ عَلَيْهِ عَمَلُهُ ، وَكَبَتْ بِهِ بِطْنَتُهُ!
الشّرْحُ :
نافجاً حضنيه : رافعاً لهما ، والحضن : مابين الإبط والكشح ، يقال للمتكبر : جاء نافجا حِضْنيه ، ويقال لمن امتلأ بطنه طعاماً : جاء نافجاً حِضْنيه ، ومراده عليه السلام هذا الثاني . والنّثيل : الروث . والمعتَلف : موضع العلف ؛ يريد أنّ همّه الأكل والرجيع ، وهذا من مُمِضّ الذم . والخَضْم : أكلٌ بكلِّ الفم ، وضدّه القضْم ، وهو الأكل بأطرَاف الأسنان . وقيل : الخَضْم أكلُ الشيء الرَّطْب ، والقَضْمُ أكْلُ الشيء اليابس ، والمراد على التفسيرين لا يختلف ؛ وهو أنّهم