لَفَعَلَ ، وَلَوْ فَعَلَ لَسَقَطَ الْبَلاَءُ ، وَبَطَلَ الْجَزَاءُ ، وَاضْمَحَلَّتِ الْأَنْبَاءُ ، وَلَمَا وَجَبَ لِلْقَابِلِينَ أُجُورُ الْمُبْتَلَينَ ، وَلاَ اسْتَحَقَّ الْمُؤمِنُونَ ثَوَابَ الْمُحْسِنِينَ ، وَلاَ لَزِمَتِ الْأَسْمَاءُ مَعَانِيَهَا ؛ وَلكِنَّ اللّهَ سُبْحَانَهُ جَعَلَ رُسُلَهُ أُولِي قُوَّةٍ فِي عَزَائِمِهِمْ ، وَضَعَفَةً فِيَما تَرَى الْأَعْيُنُ مِنْ حَالاَتِهِمْ ، مَعَ قَنَاعَةٍ تَمْلَأُ الْقُلُوبَ وَالْعُيُونَ غِنىً ، وَخَصَاصَةٍ تَمْلَأُ الْأَبْصَارَ وَالْأَسْمَاعَ أَذىً .
الشّرْحُ:
مدارع الصوف : جمع مِدْرَعة ، بكسر الميم ، وهي كالكساء ، وتدرّع الرجل وتمدْرع إذا لبسها . والعصيّ : جمع عصا . وتقول : هذا سِوار المرأة ، والجمع أسورة ، وجمع الجمع أساورة ، وقرئ : «فَلَوْلاَ أُلقِيَ عَلَيْهِ أسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبِ»۱ . وقد يكون جمع أساور ، قال سبحانه : «يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ»۲ ، قال أبو عمرو بن العلاء : أساور هاهنا جمع إسوار وهو السِّوار . والذِّهْبان ، بكسر الذال : جمع ذهب ، كَخَرب لذكر الحُبارى وخِرْبان . والعِقْيان : الذهب أيضاً .
قوله عليه السلام : «واضمحلّت الأنباء» ، أي تلاشت وفنِيت . والأنْباء : جمع نَبَأ ، وهو الخبر ، أي لسقط الوعد والوعيد وبطلا . قوله عليه السلام : «ولا لزمت الأسماءَ معانيَها» ، أي مَنْ يسمّى مؤمناً أو مسلماً حينئذٍ ، فإنّ تسمِيتَه مجاز لا حقيقة ؛ لأنّه ليس بمؤمن إيمانا مِنْ فِعله وكَسْبه ، بل يكون ملجأ إلى الإيمان بما يشاهده من الآيات العظيمة . والمبتَليْن ، بفتح اللاّم : جمع مبتلىً ، كالمعطَيْن والمرتَضَيْن ، جمع معطىً ومرتضى . والخصاصة : الفقر .
الأصْلُ:
۰.وَلَوْ كَانَتِ الْأَنْبِيَاءُ أَهْلَ قُوَّةٍ لاَ تُرَامُ ، وَعِزَّةٍ لاَ تُضَامُ ، وَمُلْكٍ تُمَدُّ نَحْوَهُ أَعْنَاقُ الرِّجَالِ ، وَتُشَدُّ إِلَيْهِ عُقَدُ الرِّحَالِ ؛ لَكَانَ ذلِكَ أَهْوَنَ عَلَى الْخَلْقِ فِي الاِعتِبَارِ ، وَأَبْعَدَ لَهُمْ مِنَ