«يُهِلُّون للّه » ، أي يرفعون أصواتهم بالتلبية ونحوها . ويرمُلون ، الرَّمَل : السعي فوق المشي قليلاً . شُعْثا غُبْرا ؛ لا يتعهدون شعورهم ولا ثيابهم ولا أبدانهم ، قد نبذوا السرابيل ، ورموا ثيابهم وقمصانهم المخيطة . وشوّهوا بإعفاء الشعور ، أي غيّروا وقبحوا محاسن صورهم ، بأنْ أعفَوْا شعورهم فلم يَحلِقوا ما فضل منها وسقط على الوجه ونبت في غيره من الأعضاء التي جرت العادة بإزالتها عنها . والتمحيص : التَّطْهير ، من محّصت الذهب بالنار إذا صفّيتَه مما يشوبه ، والتمحيص أيضا : الامتحان والاختبار . والمشاعر : معالم النُّسُك .
قوله : «وسهل وقرار» ، أي في مكان سهل يستقرّ فيه الناس ولا ينالهم من المقام به مشقّة . وجمّ الأشجار : كثيرها . وداني الثمار : قريبها . وملتفّ البنَى : مشتبك العمارة . والبُرَّة : الواحدة من البُرّ ، وهو الحنطة . والأرياف . جمع ريف وهو الخِصْبِ والمرعى في الأصل ، وهو هاهنا السّواد والمزارع . ومحدِقة : محيطة . ومغدِقة : غزيرة ، والغَدَق : الماء الكثير . وناضرة : ذات نضارة وَروْنق وحُسْن .
قوله : «ولو كانت الإساس» ، يقول : لو كانت إساس البيت الّتي حمل البيت عليها وأحجاره التي رفع بها من زمردة وياقوتة فالمحمول والمرفوع كلاهما مرفوعان ؛ لأنهما صفة اسم كان والخبر «من زمردة» ، وروي : «بين زمردة» . وروي : «مضارعة الشّكّ» بالضاد المعجمة ، ومعناه مقارنة الشك ودنوّه من النفس ، وأصله من مضارعة القِدْر إذا حان إدراكها ، ومن مضارعة الشمس إذا دنت للمغيب .
قوله عليه السلام : «ولَنَفَى معتلج الرّيب» ، أي اعتلاجه ، أي ولنفى اضطراب الشك في القلوب . وروي «يستعبدهم» و «يتعبّدهم» ، والثانية أحسن . والَمجَاهد : جمع مَجْهدة ، وهي المشقة . وأبواباً فُتُحاً ، أي مفتوحة . وأسبابا ذُلُلاً ، أي سهلة .
واعلم أنّ محصول هذا الفصل أنّه كلّما كانت العبادة أشقّ كان الثواب عليها أعظم ، ولو أنّ اللّه تعالى جعل العبادات سهلة على المكلّفين لما استحقُّوا عليها من الثواب إلاّ قدرا يسيرا ، بحسب ما يكون فيها من المشقّة اليسيرة .
الأصْلُ:
۰.فاللّهَ اللّهَ فِي عَاجِلِ الْبَغْيِ ، وَآجِلِ وَخَامَةِ الظُّلْمِ ، وَسُوءِ عَاقِبَةِ الْكِبْرِ ، فَإِنَّهَا مَصْيَدَةُ إِبْلِيسَ الْعُظْمَى ، وَمَكِيدَتُهُ الْكُبْرَى ، الَّتِي تُسَاوِرُ قُلُوبَ الرِّجَالِ مُسَاوَرَةَ السُّمُومِ