الصُّدُورِ ، وتَدَابُرِ النُّفُوسِ ، وَتَخَاذُلِ الْأَيْدِي .
الشّرْحُ:
المثُلات : العُقوبات . وذميم الأفعال : ما يذمّ منها . وتفاوت حاليْهم : اختلافهما . وزاحت الأعداء : بعدت . وله ، أي لأجله . والتحاضّ عليها : تفاعل يستدعي وقوعَ الحضّ ، وهو الحثّ من الجهتين ، أي يحثّ بعضهم بعضا . والفِقْرة : واحدة فِقَر الظّهر ، ويقال لمن قد أصابته مصيبة شديدة : قد كُسِرت فِقرته . والمُنّة : القوّة . وتضاغُن القلوب وتشاحنها واحد . وتخاذل لأيدي : ألاّ ينصُر النّاس بعضهم بعضا .
الأصْلُ:
۰.وَتَدَبَّرُوا أَحْوَالَ الْمَاضِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ قَبْلَكُمْ ؛ كَيْفَ كَانُوا فِي حَالِ التَّمْحِيصِ وَالْبَلاَءِ ؛ أَلَمْ يَكُونُوا أَثْقَلَ الْخَلاَئِقِ أَعْبَاءً ، وَأَجْهَدَ الْعِبَادِ بَلاَءً ، وَأَضْيَقَ أَهْلِ الدُّنْيَا حَالاً ؟ اتَّخَذَتْهُمُ الفَراعِنَةُ عَبِيداً فَسَامُوهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ، وَجَرَّعُوهُمُ الْمُرَارَ ، فَلَمْ تَبْرَحِ الْحَالُ بِهِمْ فِي ذُلِّ الْهَلَكَةِ وَقَهْرِ الْغَلَبَةِ ، لاَ يَجِدُونَ حِيلَةً فِي امْتِنَاعٍ ، وَلاَ سَبِيلاً إِلَى دِفَاعٍ ، حَتَّى إِذَا رَأَى اللّهُ سُبْحَانَهُ جِدَّ الصَّبْرِ مِنْهُمْ عَلَى الْأَذَى فِي مَحَبَّتِهِ ، وَالاِحْتَِمالَ لِلْمَكْرُوهِ مِنْ خَوْفِهِ ، جَعَلَ لَهُمْ مِنْ مَضَايِقِ الْبَلاَءِ فَرَجاً ، فَأَبْدَلَهُمُ الْعِزَّ مَكَانَ الذُّلِّ ، وَالْأَمْنَ مَكَانَ الْخَوْفِ ، فَصَارُوا مُلُوكاً حُكَّاماً ، وأَئِمَّةً أَعْلاَماً ، وَقَدْ بَلَغَتِ الْكَرَامَةُ مِنَ اللّهِ لَهُمْ ؛ مَا لَمْ تَذْهَبِ الاْمَالُ إِلَيْهِ بِهِمْ .
الشّرْحُ:
تدبّروا ، أي تأمّلوا . والَّتمحيص : التطهير والتصفية . والأعباء : الأثقال : واحدها عبْ ء . وأجهد العباد : أتعبهم . والفراعنة : العُتاة ، وكلّ عاتٍ فرعون . وساموهم سوء العذاب : ألزموهم إيّاه ، وهذا إشارة إلى قوله تعالى : «يَسُومُونَكُمْ سُوءَ العَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ