وأمّا أمرُ الشجرة التي دعاها رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ؛ فالحديث الوارد فيها كثيرٌ مستفيض ، قد ذكره المحدّثون في كتبهم ، وذكره المتكلّمون في معجزات الرسول صلى الله عليه و آله وسلم ، والأكثرون رووا الخبر فيها على الوَضْع الّذي جاء في خطبه أمير المؤمنين ، ومنهم من يروي ذلك مختصراً أنّه دعا شجرة فأقبلت تخُدّ إليه الأرض خَدّا . وقد ذكر البيهقي في كتاب «دلائل النبوة» حديث الشجرة ، ورواه أيضا محمد بن إسحاق بن يسار في كتاب السيرة والمغازي على وجْه آخر .
239
الأصْلُ:
۰.ومن كلام له عليه السلام
قالهُ لعبداللّهِ بن عباسٍ، وقد جاءهُ برسالةٍ من عثمانَ
وهو محصورٌ يسألهُ فيها الخروجَ إلى مالِهِ بيَنبُع ، ليقلَّ هتفُ الناسِ باسمهِ للخلافةِ ، بعد أن كان سأله مثل ذلك من قبل .
فقال عليه السلام :يَا بْنَ عَبَّاس ، مَا يُرِيدُ عُثَْمانُ إِلاَّ أَنْ يَجْعَلَنِي جَمَلاً نَاضِحاً بِالْغَرْبِ ، أَقْبِلْ وَأَدْبِرْ ! بَعَثَ إِلَيَّ أَنْ أَخْرُجَ ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَيَّ أَنْ أَقْدُمَ ، ثُمَّ هُوَ الآنَ يَبْعَثُ إِلَيَّ أَنْ أَخْرُجَ ! وَاللّهِ لَقَدْ دَفَعْتُ عَنْهُ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ أَكُونَ آثِماً .
الشّرْحُ:
ينبُع على «يفعُلُ» مثل يحلُم ويحكم : اسم موضع ، كان فيه نخلٌ لعليّ بن أبي طالب عليه السلام ، وينبُع الآن بلد صغير من أعمال المدينة . وهتْف الناس باسمه : نداؤهم ودعاؤهم ، وأصله الصوت ، يقال : هَتف الحمامُ يهتفِ هَتْفا ، وهَتَف زيد بعمرو هُتافاً ، أي صاح به ، وقوس هتّافة وهَتْفَى ، أي ذات صوت . والناضح : البعير يستقى عليه ، وقال معاوية لقيس بن سعد ـ وقد