وفي روايةِ زَاذانَ ، عن عليٍّ عليه السلام : سَلمانُ الفارسيّ كلُقمانَ الحكيم .
ولِسلمانَ فضائلُ جَمّة ، وأخبارٌ حِسان ؛ وتوفّي في آخِر خلافةِ عُثمانَ سنة خمسٍ وثلاثين ؛ وقيل : توفّي في أوّل سنة سِتّ وثلاثين .
وكان سَلْمان مِن شيعة عليّ عليه السلام وخاصّته ، وتَزْعُم الإماميّة أنه أحدُ الأربعة الّذين حَلَّقوا رؤوسهم وأتوه متقلّدي سيوفِهم في خبر يَطُول ؛ وليس هذا موضع ذكره .
فأما ألفاظ الفَصْل ومعانِيه فظاهرة ، ومما يُناسِب مضمونه قول بعض الحكماء : تَعَزّ عن الشيء إذا مُنِعْتَه ، بقلّة صحبتِه لك إذا أُعْطِيتَهُ .
69
الأصْلُ:
۰.ومن كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمدانيوَتَمَسَّكْ بِحَبْلِ الْقُرآنِ وَاسْتَنْصِحْهُ ، وَأَحِلَّ حَلاَلَهُ ، وَحَرِّمْ حَرَامَهُ ، وَصَدِّقْ بِمَا سَلَفَ مِنَ الْحَقِّ ، وَاعْتَبِرْ بِمَا مَضَى مِنَ الدُّنْيَا لِمَا بَقِي مِنْهَا ، فَإِنَّ بَعْضَهَا يُشْبِهُ بَعْضاً ، وَآخِرَهَا لاَحِقٌ بِأَوَّلِهَا ، وَكُلُّهَا حَائِلٌ مُفَارِقٌ . وَعَظِّمِ اسْمَ اللّهِ أَنْ تَذْكُرَهُ إِلاَّ عَلَى حَقٍّ ، وَأَكْثِرْ ذِكْرَ الْمَوْتِ وَمَا بَعْدَ الْمَوْتِ ، وَلاَ تَتَمَنَّ الْمَوْتَ إِلاَّ بِشَرْطٍ وَثِيقٍ . وَاحْذَرْ كُلَّ عَمَلٍ يَرْضَاهُ صَاحِبُهُ لِنَفْسِهِ ، ويُكرِهُهُ لِعَامَّةِ الْمُسْلِمِينَ ، وَاحْذَرْ كُلَّ عَمَلٍ يُعْمَلُ بِهِ فِي السِّرِّ ، وَيُسْتَحَى مِنْهُ فِي الْعَلاَنِيَةِ ، وَاحْذَرْ كُلَّ عَمَلٍ إِذَا سُئِلَ عَنْهُ صَاحِبُهُ أَنْكَرَهُ أَوِ اعْتَذَرَ مِنْهُ . وَلاَ تَجْعَلْ عِرْضَكَ غَرَضاً لِنِبَالِ القوم ، وَلاَ تُحَدِّثِ النَّاسَ بِكُلِّ مَا سَمِعْتَ بِهِ ، فَكَفَى بِذلِكَ كَذِباً ، وَلاَ تَرُدَّ عَلَى النَّاس كُلَّ مَا حَدَّثُوكَ بِهِ ، فَكَفَى بِذلِكَ جَهْلاً . وَاكْظِمِ الْغَيْظَ ، وَاحْلُمْ عِنْدَ الْغَضَبِ ، وَتَجَاوَزْ عِنْدَ الْمَقْدَرَةِ ، وَاصْفَحْ مَعَ الدَّوْلَةِ تَكُنْ لَكَ الْعَاقِبَةُ . وَاسْتَصْلِحْ كُلَّ نِعْمَةٍ أَنْعَمَهَا اللّهُ عَلَيْكَ ، وَلاَ تُضَيِّعَنَّ نِعْمَةً مِنْ نِعَمٍ