381
تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2

الشّرْحُ:

قد رُوِيَتْ هذه الكلمة مرفوعة ، ذكر ذلك ابنُ قُتيبة في «عيون الأخبار» . وأحسَن ما قيل في المُروءة قولُهم : اللّذة تركُ المروءة ، والمروءةُ تركُ اللّذة .
وفي الحديث أنّ رجلاً قام إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، فقال : يا رسولَ اللّه ، ألستُ أفضلَ قومي ! فقال : إن كان لك عَقْل فلك فَضْل ، وإن كان لك خُلُق فلَك مُروءة ، وإن كان لك مال فلَك حَسَب ، وإن كان لك تُقىً فلك دِين .

21

الأصْلُ:

۰.قُرِنَتِ الْهَيْبَةُ بِالْخَيْبَةِ ، وَالْحَيَاءُ بِالْحِرْمَانِ ، وَالْفُرْصَةُ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ، فَانْتَهِزُوا فُرَصَ الْخَيْرِ ۱ .

الشّرْحُ:

في المَثَل : مَنْ أقْدَم لم يَنْدَم . وكان يقال : الفرصة ما إذا حاولْتَه فأخطأَك نفعُه لم يَصِلْ إليك ضرّه . كانت العربُ إذا أوفدَتْ وافداً قالت له : إيّاك والهَيْبة ؛ فإنها خَيْبة ؛ ولا تَبِتْ عند ذَنَب الأمر وبِتْ عند رأسه .

22

الأصْلُ:

۰.لَنَا حَقٌّ فَإِنْ أُعْطِينَاهُ ، وَإِلاَّ رَكِبْنَا أَعْجَازَ الاْءِبِلِ ، وَإِنْ طَالَ السُّرَى .

1.الهيبة : المخافة . الخيبة : عدم الظفر بالمطلوب . الحياء : الخجل . الحرمان : المنع . فإذا عَظّم الإنسان صَغارَ الأُمورِ في نفسه ، ربما كان ذلك سبب حرمانه مما قدّر له من الرزق أو حسن الذكر .


تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
380

وبَرَك ، وامرؤ مبتَدَأ ، وإن كان نكرَةً ، كقولهم : « شرٌّ أهَرَّ ذا ناب» ، لحصول الفائدة ، والواو بمعنى «مع» ، وهي وما بعدها الخبر ، وما مصدريّة ، أي امرؤ مع اختياره .

19

الأصْلُ:

۰.مَنْ جَرَى فِي عِنَانِ أَمَلِهِ عَثَرَ بِأَجَلِهِ ۱ .

الشّرْحُ:

قد تقدّم لنا قولٌ كثيرٌ في الأمل ، ونذكر هاهنا زيادةً على ذلك :
قال الحسن عليه السلام : «لو رأيتَ الأجلَ ومَسيرَه ، لنسيتَ الأملَ وغرورَه ، ويُقدِّر المقدِّرون والقضاءُ يَضحَك» .
ورَوَى أبو سَعيد الخُدْرِيّ أنّ أُسامةَ بنَ زيد اشتَرى وَليدةً بمئة دينار إلى شهر ، فقال رسولُ اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : ألا تَعجَبون من أُسامةَ يَشترِي إلى شَهْر ! إنّ أُسامةَ لطويلُ الأمَل .

20

الأصْلُ:

۰.أَقِيلُوا ذَوِي الْمُرُوءَاتِ عَثَرَاتِهِمْ ، فَمَا يَعْثُرُ مِنْهُمْ عَاثِرٌ إِلاَّ وَيَدُهُ بيَدِ اللّه يَرْفَعُهُ ۲ .

1.العنان : سير اللّجام تمسك به الدابة . عثر : سقط ووقع . الأجل : الموت .

2.الإقالة : هنا الاغضاء والعفو والستر . العثرة : السقطة . وإقالة العثرة : رفعه من سقطته . والمروءة : صفة للنفس تحملها على فعل الخير . ومن كان صاحب مروءة ، فإنّ اللّه تعالى يهديه في عاقبة أمره إلى ما فيه الخير والصلاح .

  • نام منبع :
    تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 249315
صفحه از 800
پرینت  ارسال به