391
تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2

الشّرْحُ:

وقيل لبعض الصالحين : ألك حاجةٌ إلى بغداد ؟ قال : ما أحبّ أن أبسط أملي حتى تذهب إلى بغداد وتعود .
وقال أبو عثمان النَّهدي : قد أتت عليّ ثلاثون ومئة سنةً ما من شيء إلاَّ وأجِد فيه النَّقص إلا أمَلي ، فإني وجدتُه كما هو أو يزيد .

37

الأصْلُ:

۰.وقال عليه السلام وقد لقيه عند مسيره إلى الشام دهاقين الأنبار فترجلوا له واشتدوا بين يديه۱:وقال عليه السلام وقد لقيه عند مسيره إلى الشام دهاقين الأنبار فترجلوا له واشتدوا بين يديه ۲ :
مَا هذَا الَّذِي صَنَعْتُمُوهُ ؟ فقالوا : خُلُقٌ مِنَّا نُعَظِّمُ بِهِ أُمَرَاءَنَا . فقال : وَاللّهِ مَا يَنْتَفِعُ بِهذَا أُمَرَاؤُكُمْ ! وَإِنَّكُمْ لَتَشُقُّونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ فِي دُنْيَاكُمْ ، وَتَشْقَوْنَ بِهِ فِي اُخرَاكُمْ . وَمَا أخْسَرَ الْمَشَقَّةَ وَرَاءَهَا الْعِقَابُ ، وَأَرْبَحَ الدَّعَةَ مَعَهَا الْأَمَانُ مِنَ النَّارِ!

الشّرْحُ:

اشتدُّوا بين يديه : أسرَعوا شيئا ، فنهاهم عن ذلك وقال : إنكم تشقّون به على أنفسكم لما فيه من تَعَب الأبدان . وتَشْقَوْن به في آخرتكم ، تخضعون للولاة ، كما زعمتم أنه خُلُق وعادةٌ لكم ؛ خضوعا تطلُبون به الدنيا والمنافع العاجلة فيها ، وكلّ خضوع وتذلُّل لغير اللّه فهو معصية . ثمّ ذكر أنّ الخسران المبين مَشقّة عاجلة يتبعها عقاب الآخرة ، والرِّبح البيّن دعةٌ عاجلة يتبعها الأمانُ من النار .

1.الدهاقين : جمع دِهقان ، وهو زعيم الفلاحين في العجم . ترجلوا : نزلوا عن خيولهم مشاة .


تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
390

34

الأصْلُ:

۰.أَشْرَفُ الْغِنَى ، تَرْكُ الْمُنَى .

الشّرْحُ:

يقال : الأمانيّ للنّفس كالرَّوْنَق للبَصَر .
ومن كلامِ بعضِ الحُكَماء : الأمانيّ تُعمِي أعيُنَ البصائر ، والحظّ يأتي من لا يأتيه ، وربّما كان الطمع وِعاءً حشوُه المَتالف ، وسائقا يدعو إلى الندامة .

35

الأصْلُ:

۰.مَنْ أَسْرَعَ إِلَى النَّاس بِمَا يَكْرَهُونَ ،قَالُوا فِيهِ بِمَا لاَ يَعْلَمُونَ ۱ .

36

الأصْلُ:

۰.مَنْ أَطَالَ الْأَمَلَ ، أَسَاءَ الْعَمَلَ ۲ .

1.أي من أساء إلى الناس ذمّوه بالحق أو بالباطل .

2.طول الأمل : الثقة بحصول الأماني بدون عمل لها ، أو إطالة العمر والتسويف بأعمال الخير .

  • نام منبع :
    تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 212910
صفحه از 800
پرینت  ارسال به