الشّرْحُ:
وقال الأحنف : ما شيء أشدّ اتّصالاً بشيء من الحِلْمِ بالعِزّ .
وقالت الحُكماء : ينبغي للإنسان إذا عاقَبَ من يستحقّ العقوبة ، ألاّ يكون سَبُعاً في انتقامه ، وألاّ يُعاقِب حتّى يزول سلطانُ غَضَبه ، لئلاّ يَقدَم على ما لا يجوز ، ولذلك جَرَتْ سُنّة السلطان بحَبْس الُمجرم حتّى يَنْظُر في جُرْمه ، ويُعِيدَ النّظر فيه .
وقالت الحكماء أيضا : لذّة العفْوِ أطيَبُ من لَذّة التشفّي والانْتقام ؛ لأنّ لذّة العَفْو يَشفَعها حميدُ العاقبة ، ولذّة الانتقام يَلحَقها ألمُ النّدم .
51
الأصْلُ:
۰.السَّخَاءُ مَا كَانَ اِبتدَاءً ؛ فَأَمَّا مَا كَانَ عَنْ مَسْأَلَةِ فَحَيَاءٌ وَتَذَمُّمٌ ۱ .
الشّرْحُ:
يُعجِبني في هذا المعنى قولُ ابنِ حَيُّوس [ محمد بن سلطان الشامي ] :
إنِّي دعوتُ نَدَى الكِرامِ فلم يُجِبْفلأَشكُرَنّ نَدىً أجَابَ وما دُعِي
ومن العجائِب والعَجائبُ جَمَّةٌشكرٌ بَطِيءٌ عن نَدَى المتسرِّعِ
52
الأصْلُ:
۰.لاَ غِنَى كَالْعَقْلِ ، وَلاَ فَقْرَ كَالْجَهْلِ ، وَلاَ مِيرَاثَ كَالْأَدَبِ ، وَلاَ ظَهِيرَ كَالْمُشَاوَرَةِ .