527
تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2

229

الأصْلُ:

۰.وقال عليه السلام :مَنْ يُعْطِ بِالْيَدِ الْقَصِيرَةِ يُعْطَ بِالْيَدِ الطَّوِيلَةِ

قال الرضي رحمه الله :
ومعنى ذلك أن ما ينفقه المرء من ماله في سبيل الخير والبر - وإن كان يسيراً - فإن اللّه تعالى يجعل الجزاء عليه عظيماً كثيراً ، واليدان هاهنا ، عبارة عن النعمتين ففرّق عليه السلام بين نعمة العبد ونعمة الرب تعالى ذكره ، بالقصيرة والطويلة ، فجعل تلك قصيرة وهذه طويلة ، لأنّ نعم اللّه أبداً تُضَعّف على نعم المخلوقين أَضعافاً كثيرة ؛ إذ كانت نعم اللّه أصل النعم كلها ، فكل نعمة إليها ترجع ، ومنها تُنزع .

الشّرْحُ:

هذا الفَصْل قد شرَحه الرّضيّ رحمه الله ، فأغنى عن التعرّض بشَرْحِه ۱ .

230

الأصْلُ:

۰.وقال عليه السلام لابْنِهِ الحَسَنِ : لاَ تَدْعُوَنَّ إِلَى مُبَارَزَةٍ ، وَإِنْ دُعِيتَ إِلَيْهَا فَأَجِبْ ؛ فَإِنَّ الدَّاعِيَ إِلَيْهَا بَاغٍ ، وَالْبَاغِيَ مَصْرُوعٌ .

1.وقيل : إن المراد باليد القصيرة هنا ، عمل الإنسان وجهاده ، والتضحية لنصرة الحقّ والعدل ، أمّا اليد الطويلة ، فهي كناية عن عطاء اللّه سبحانه الذي وصفه بقوله : «عطاء غير مجذوذ» سورة هود ۱۰۸ ، أي غير مقطوع . في ظلال نهج البلاغة / مغنيّة ۴۰ : ۳۵۵ .


تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
526

227

الأصْلُ:

۰.شَارِكُوا الَّذِينَ قَدْ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ الرِّزْقُ ، فَإِنَّهُ أَخْلَقُ لِلْغِنَى ، وَأَجْدَرُ بِإِقْبَالِ الْحَظِّ ۱ .

الشّرْحُ:

قد تقدّم القولُ في الحظّ والبخْتِ .
وكان يقال : الحظّ يُعدِي كما يُعدِي الجَرَب ، وهذا يُطابق كلمة أمير المؤمنين عليه السلام ، لأنّ مخالطة المجْدود ليست كمخالَطة غير المجْدود ، فإن الأُولى تقتضي الاشتراك في الحظ والسعادة ، والثانية تقتضي الاشتراك في الشقاء والحرمان . والقول في الحظ وسيعٌ جدا .
وقال بعضهم : البَخْت على صورةِ رجلٍ أعمى أصمّ أخرس ، وبين يديه جواهرُ وحِجارة ، وهو يَرمي بكِلتَا يَدَيه .

228

الأصْلُ:

۰.وقال عليه السلام في قولِهِ عزَّ وجَلَّ:«إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالاْءِحْسَانِ»۲ : الْعَدْلُ الاْءِنْصَافُ ، وَالاْءِحْسَانُ التَّفَضُّلُ .

الشّرْحُ:

هذا تفسيرٌ صحيح اتّفق عليه المفسرون كافّة ، وإنما دخل النّدْب تحت الأمر ؛ لأنّ له صفةً زائدة على حُسْنه ، وليس كالمُباح الذي لا صِفَة له زائدة على حُسْنه .

1.هذه نصيحة من الإمام عليه السلام ، وليست أمراً شرعياً ، والمعنى ، إذا رأيتم شخصاً أقبل عليه الرزق ، فاشتركوا معه في عمله ، فإنّ هذا يجلب لكم الغنى والحظَّ الحسن .

2.سورة النحل ۹۰ .

  • نام منبع :
    تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 212968
صفحه از 800
پرینت  ارسال به